إعلان
إعلان

الاستغناء عن برادلي جريمة

عبدالرحمن فهمي
21 نوفمبر 201319:00
22-11-18
كادت تحدث المعجزة.. كنا قريبين منها جداً.. كدنا نحرز خمسة أهداف أو أكثر.. ولكن السماء أبت.. رحمة بنا في هذه الظروف غير العادية التي نمر بها.. يكفي أن مصر اثبتت وجودها في هذه المباراة.. أدي فريقنا مباراة قد لا تتكرر.. كنا بلا أي شك أو مبالغة أو من باب التعزية والأخذ بالخاطر الذي انكسر.. أقول لا شك أننا كنا "أسياد الملعب" أصحاب الكلمة العليا.. واذا أردنا وصفاً دقيقاً مختصرا للمباراة أقول إن غانا "افلتت" من هزيمة قد تكون اثقل من هزيمتنا في كوماسي.. يكفي أننا لعبنا بشرف ولم نقم المباراة في أسوان كما فعلوا معنا واقاموا المباراة بعيداً عن اكرا.. لعبنا بروح رياضية فلم نتعمد خشونة ضد لاعبين مؤهلين لتمثيل إفريقيا في أكبر مجتمع كروي دولي لا يتكرر إلا كل أربع سنوات.. بعد المباراة التي كنا أسيادها وأصحاب الكلمة العليا فيها قام لاعبونا بتهنئة لاعبي غانا بالوصول إلي المونديال بالقبلات والعناق والأحضان.. منتهي الروح الرياضية الحقة.. لقد اعطينا درساً "لدولة غانا".. في اللعب وفي الأخلاق وفي حسن الضيافة.. ليتأكدوا أن مصر هي فعلاً صاحبة الريادة والسيادة في القارة السمراء.. اذا كانوا لم يعرفوا ذلك من قبل.. 
*** 
أعود إلي المباراة فأقول بأعلي صوتي وبكل قلبي وحبي لهذا البلد إن الاستغناء عن بوب برادلي جريمة.. المدرب الذي عمل في ظروف غير عادية بالمرة.. لم يساعده الاتحاد الذي احترق!! واتحاد مهدد في كل لحظة!! اتحاد مفلس لم يستطع أن يعطيه حقه في المباريات الحبية التجريبية!!!.. اتحاد لم يملك أن يشتري له ملابس للفريق بعد أن تمزقت الملابس القديمة!!.. ثم الجو الإرهابي العام.. والبحث عن الأمن والملاعب والمال بدلاً من البحث عن اللاعبين.. قولوا لي أي مدرب كان يستطيع أن يعمل في هذه الظروف ويفوز في كل مباريات التصفيات ذهاباً وإياباً.. حتي المباريات الأخيرة التي لم تكن نتائجها لها قيمة بعد أن تصدرنا المجموعة بفارق كبير.. أصر برادلي علي أن نلعب فيها بكل قوانا لكي يتعود الفريق علي الفوز دائماً.. 
كيف نفرط في هذا المدرب الذي نال إعجاب الجميع خلال آخر بطولة للقارات في جنوب افريقيا.. حينما هزمنا ايطاليا حاملة كأس العالم وكدنا نتعادل مع البرازيل وتأكدنا لصعودنا إلي المربع الذهبي بعد مباراة سهلة مع أمريكا.. فاذا ببرادلي يؤكد أنه سيفوز علي مصر.. قرأ مبارياتنا وعلم أن ثالوث أبوتريكة وزيدان وعمرو زكي هم الفريق فشل حركتهم تماماً بمراقبة لصيقة وفاز علي مصر بثلاثة أهداف مع الرأفة.. بعد هذه المباراة قرر سمير زاهر التعاقد معه لكي نصل إلي كأس العالم.. فإذا كان قد خانه الحظ في مباراة واحدة لها ظروفها فليس معني ذلك أن نستغني عنه ونبحث عن مدرب سيبدأ من الصفر!!.. كل دول العالم الكبري تعطي فرصة للمدرب عاماً أو أكثر ثم يخلق فريقاً لا يعرف الهزيمة.. الاستغناء عن برادلي جريمة.. صدقوني.


** نقلاً عن "الجمهورية" المصرية
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان