إعلان
إعلان

الاستثمار الحقيقي للأهلي

طارق الأدور
28 مايو 201819:44
142715725

لا يوجد شخص متابع للرياضة أو في مجالها لاعبا أو مدربا أو إداريا أو ناقدا لا يؤيد الاستثمار الرياضي باعتباره مصدرا أساسيا الآن لرقي الرياضة وتطويرها بعد أن ازدادت جدا في السنوات الأخيرة مصاريفها بشكل أصبح من الصعب معه الاعتماد علي التمويل الحكومي كما كانت الأمور في الماضي. وربما كانت المطالبة لسنوات طويلة بتعديل قانون الرياضة بسبب رغبة المسئولين في تلافي كل عراقيل الاستثمار التي كانت موجودة في قانون الرياضة القديم. 

ولكن ليس معني ذلك أن يكون الاستثمار بطريقة غير شرعية أو أن يكون الاستثمار بهدف جلب الأموال من أجل تحقيق مكاسب مالية شخصية وليس من أجل الانفاق علي الرياضة. 

وكنت قد كتبت أكثر من مرة عن القاعدة الأولمبية الموجودة في الميثاق الأوليمبي والتي يفترض أن تطبقها كل الاتحادات الدولية ومن ثم كل الاتحادات الوطنية للعبات المختلفة ومعها الأندية وكلها هيئات تخضع للقواعد الحكومية. وتقول القاعدة ان الأموال القادمة من الرياضة يجب أن تنفق في مجال الرياضة وليس لمكاسب أعضاء الاتحاد أو ذويهم وتقول القاعدة باللغة الانجليزية (Money coming from the sport should be spent on the sport) 

فليس من المعقول مثلا أن يتباهي مسؤول بأن اتحاده أو ناديه حقق الملايين من بيع فلان أو التعاقد مع راع ولا يكون هناك مردود رياضي ينفق علي الرياضيين من أجل تطور المستوي أو أن يحدث مثلما وقع لنادي النصر الذي باع لاعبا واحدا هو إسلام عيسي للمصري مقابل 10 ملايين جنيه في الوقت الذي لم يصرف فيه جنيها واحدا لاستقدام لاعبين ولو بأسعار زهيدة للكفاح للبقاء فهبط الفريق للقسم الثاني فماذا فعلت تلك الملايين. 

النقطة الأخري في مجال الاستثمار الرياضي هي حديث الساعة الآن بعدما وقع داخل النادي الأهلي أحد قلاع الرياضة المصرية في الفترة الأخيرة. وأعني بها اختيار أوجه الاستثمار وطرقها التي هي أسهل كثيرا للأندية الكبري مثل الأهلي والزمالك من أندية أخري غير معروفة وليس لها نفس حجم الانجازات. 

فالأهلي صنع اسمه الكبير داخل مصر وفي منطقة الشرق الأوسط وفي العالم بإنجازاته وأرقامه وبطولاته التي وضعته في الكثير من الأرقام بين أندية الصفوة في العالم ونضرب مثالا في رقمه الذي حققه هذا العام بالفوز بالدوري للمرة رقم 40 من أصل 59 مسابقة بما يمثل 68% من إجمالي الألقاب وهو رقم عالمي لم يقترب حتي منه أي فريق آخر في العالم. وضربت هذا المثل لأن مثل تلك العناصر تكون هامة جدا في تقييم الرعاة في كل أنحاء العالم مثلما يتم تقييم ناد عملاق كريال مدريد صاحب الرقم القياسي للفوز بدوري أبطال أوروبا وهو فريق تتهافت عليه الرعاة بأرقامه وإنجازاته.

وجزء كبير من اسم الأهلي ووزنه وثقله العالمي جاء بعرق وجهد أبطاله الذين حققوا البطولات دون أي مقابل مادي في الماضي وقبل أن يعرف العالم من الأساس معني الاستثمار الرياضي. لأن اسم الأهلي لم يكن مرتبطا أبدا بحجم الاستمارات أو الملايين التي حققتها إدارته أو بتعديل في بوابات النادي أو إقامة إنشاءات عملاقة وخلافه. 

نعم تلك الأمور أصبحت هامة لمجاراة التطور الكبير في الانشاءات ولكنها يمكن أن تأتي باستثمارات أقوي كثيرا مما فعلته إدارة الأهلي لأن اسم النادي وبطولاته وألقابه وإنجازاته يساوي وحده المليارات التي تأتي بشرف.

**نقلا عن الجمهورية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان