
كنت أعتقد أن نظرية النجم الأسطوري القادر على صناعة المستحيل، مهما كان مستوى فريقه قد انتهت، بعد تجربة دييجو أرماندو مارادونا مع نابولي، عندما كان الفريق الإيطالي أقرب إلى الهبوط، وهرب من المأزق بفارق نقطة واحدة عن الفريق الهابط، ونجح مارادونا في تحويله من دور «الكومبارس» إلى دور البطولة، عندما منحه لقب «الكالشيو» للمرة الأولى في تاريخه، رغم أن بقية الفرق كانت تتباهى بضم كتيبة من أفضل النجوم على مستوى العالم، وكذلك تجربته المثيرة مع منتخب «التانجو» عام 1986، عندما راوغ إنجلترا بأكملها، وبعدها بلجيكا، قبل أن يصنع المجد أمام ألمانيا في نهائي «المونديال»، بتمريراته الساحرة التي قادت الأرجنتين إلى معانقة «المونديال» لثاني مرة في تاريخها.
ويبدو أن ليونيل ميسي يأبى إلا أن يثبت أن النجوم الأسطوريين صناعة أرجنتينية، وبعد تجربته التاريخية مع برشلونة، وتجربته مع باريس سان جيرمان، قرر الرحيل إلى الملاعب الأميركية، في قرار أثار استغراب الجميع، حيث لا يمكن بأي حال مقارنة الدوري الأميركي، بأي دوري من الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، كما أن هذا القرار يعني عدم فوز ميسي بجائزة «البالون دور» مستقبلاً، وكأنه اكتفى برقمه القياسي، حيث الألقاب السبعة.
ويوماً بعد يوم يثبت ميسي أن قراره باللعب في أميركا لم يكن خاطئاً، وأن انضمامه إلى صفوف إنتر ميامي الذي كان مهدداً بالهبوط، يمكن أن يكرر تجربة مارادونا مع نابولي، مع اختلاف الأجواء والمستويات، ما بين الدوري الإيطالي، ونظيره الأميركي، وبالفعل بدأ فريق إنتر ميامي يتحول من فريق لا حول له ولا قوة، إلى فريق وفر له صاحبه ديفيد بيكهام كل مقومات النجاح.
وبعد أن لعب إنتر ميامي في الموسم الماضي 22 مباراة، لم يتذوق طعم الفوز، سوى في 5 مباريات، وأفلت من الهبوط بصعوبة، ها هو تحت قيادة ميسي يكسب أول 9 مباريات، ويتصدر ميسي قائمة الهدافين، ويحول تأخر فريقه في نصف نهائي كأس أميركا إلى تعادل 3 -3، ثم الفوز بركلات الترجيح، والتأهل إلى نهائي المسابقة، بعد مباراة قدم فيها «البرغوت الأرجنتيني» كل فنون كرة القدم، قبل أن يسجل ميسي هدفه الأول في دوري المحترفين، ليسهم في فوز إنتر ميامي 2-صفر على نيويورك رد بولز، وهذا الهدف الـ11 للنجم الأرجنتيني في جميع المسابقات.
إنه فعلاً أسطورة حقيقية تمشي على قدمين.
***
في الشأن الزملكاوي لا يمكن أن ينصلح حال «البيت الأبيض» إلا بتكاتف كل أبنائه، بعد الشرخ الذي أصاب الجدار الملكي، وأن يترجم رجال الأعمال حبهم للنادي بدعم كبير، ينهي الأزمات التي يعاني منها، وأن يتولى قيادة النادي شخصيات تحب الكيان أكثر من حبها لأنفسها!
نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية
قد يعجبك أيضاً



