إعلان
إعلان

أصعب تحدٍ للأهلي منذ 1907

محمد شرف الدين
06 فبراير 202120:04
2017-10-07_144450

ليس من السهل تحديد أي التحديات هي الأصعب في التاريخ، عندما يتعلق الأمر بنادٍ مثل الأهلي، طالما قارع عمالقة إفريقيا على مدار عقود طويلة، خلال رحلته المظفرة لفرض هيمنته على القارة.

لكن يبدو أن بايرن ميونخ سيسهل مهمتنا في إيجاد التحدي الأكبر، حيث لم يكن بإمكان الفريق المصري، طوال تاريخه الذي بدأ عام 1907، أن يتخيل مهمة أصعب من هذه.

فرغم اعتياد الأهلي مواجهة الفرق الأوروبية وديًا، منذ ما يقارب القرن (بدءًا من 1929 تحديدًا)، إلا أنه لم يلتق أبدًا خصمًا من القارة العجوز في مباراة رسمية، وعندما سمح القدر بهذه المناسبة، كانت المهمة في أعقد درجاتها على الإطلاق.

فالمنافس هنا هو بطل أوروبا بالذات، وليس أي بطل، بل هو بايرن ميونخ الذي اشتهر - لا سيما في العقد الأخير - بسحق منافسيه بلا رحمة، سواء في البوندسليجا أو دوري الأبطال، وهو ما يجعل الجميع يتساءل: كيف سيكون الحال مع نادٍ قادم من إفريقيا، حتى لو كان الأقوى هناك؟

يحلو للكثيرين تذكر الوديات السابقة بين الفريقين، والتي جاءت نتائجها متقاربة (انتصاران لبايرن مقابل فوز للأهلي بنفس النتيجة 2-1)، أو ربما استحضار هزيمة البافاري أمام هولشتاين كيل، الناشط بالدرجة الثانية، في كأس ألمانيا هذا الموسم، على سبيل بث الأمل في إمكانية تحقيق المعجزة، وملاعب كرة القدم تزخر المعجزات بالفعل، لكن نظريًا يختلف الوضع في هذا المونديال.

فبايرن لم يسافر إلى قطر لقضاء عطلة بعيدًا عن ثلوج ألمانيا، أو لعب "بطولة ودية" كما يعتقد البعض، بل يسعى بطل الخماسية لجعلها سداسية تاريخية، يعادل بها إنجاز جيل برشلونة الأسطوري، تحت قيادة بيب جوارديولا، في عام 2009.

وهو حلم تسرب من بين يدي العملاق البافاري في 2013، عندما خسر السوبر الألماني بشكل مفاجئ أمام بوروسيا دورتموند (4-2)، في وجود جوارديولا نفسه، ليفقد تاج بايرن حينها الجوهرة السادسة.

والآن جاء دور مفاجأة كرة القدم في 2020، هانز فليك، ليحاول تحقيق ما فشل فيه كل مدربي الفريق السابقين، وليميز نفسه بإنجاز يخلده التاريخ، وهو نفس ما تتطلع إليه إدارة النادي، التي استعانت بشركة "أمازون" لمرافقة بعثة أبطال أوروبا إلى قطر، من أجل إنتاج فيلم وثائقي عن السداسية المرتقبة، ولا يدع هذا مجالًا للشك في جدية البافاريين، الذين لا يتخيلون أبدًا التفريط في فرصتهم التاريخية هذه المرة.

تتضافر هذه العوامل لتزيد مهمة الأهلي صعوبة، وتضعه أمام موقف لم يعتده كثيرًا، أن يكون الطرف صاحب الحظوظ الأضعف والمستبعد فوزه، وهو الذي دأب على لعب دور البطولة والهيمنة، محليًا وقاريًا.

لكن ما قد يهون الأمر على المارد الأحمر، أنه ليس مطالبًا بالفوز على الفريق الأقوى على الكوكب حاليًا، بل يكفيه فقط النجاة بأقل الأضرار، كي يعزز صورته عالميًا، ويبدو كما لو أنه يمد ذراعيه خارج إفريقيا، ولتفتخر جماهيره بتفادي نكبات كبرى أصابت الكثير من عظماء أوروبا مؤخرًا، خصوصًا برشلونة، وما زالت أصداؤها تتردد حتى الآن.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان