
أصبح الهلال السعودي في سباق مع الزمن من أجل حسم التعاقد مع مدير فني جديد لخلافة البرتغالي جورجي جيسوس في تدريب الفريق.
ويرغب الزعيم في حسم ملف المدرب الأجنبي قبل الاستحقاقات التي تنتظره خاصة كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية الشهر المُقبل.
وانفصل الهلال عن جيسوس بعد ما يقرب من عامين على توليه المسؤولية في ولاية ثانية، حقق خلالها نجاحات ساحقة في الموسم الأول بهيمنة محلية تامة، بينما ساهم الإخفاق الآسيوي للموسم الثاني تواليا في الإطاحة به.
خليفة جيسوس
بطبيعة الحال ارتبط اسم الهلال بعدة أسماء لمدربين عالميين من أجل تولي تدريب الفريق خلفا لجيسوس، ففي بادئ الأمر طُرح اسم الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد والمُرشح للرحيل، بجانب الثنائي البرتغالي ماركو سيلفا (فولهام)، ونونو سانتو (نوتنجهام فورست) ومدرب اتحاد جدة السابق.
كما دخل على قائمة المرشحين لتدريب الزعيم، مدرب إنتر الحالي سيموني إنزاجي والذي يعد من الأسماء البارزة.
ويتضح سعي إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل للتعاقد مع اسم كبير يكون بمثابة إرضاء لطموحات جماهير الفريق التي أصابها الإحباط من إخفاقات الأزرق مع جيسوس على مدار الموسم الحالي.
ماذا يحتاج الهلال؟
قد يكون البحث عن مدرب للعمل في السعودية ليس سهلاً فيما مضى، لكن الأمور باتت أسهل الآن في جلب أسماء كبرى، بفضل ما يمر به دوري روشن من تطوير.
أسماء لاعبين ومدربين كبار حضروا إلى السعودية، ربما يغري أي مدرب للقدوم سواء بسبب الجوانب المالية المميزة، أو مقومات النجاح التي تتوفر للمدير الفني، وفرصة لا تعوض في قيادة نخبة من النجوم العالميين.
وربما يتوقف الأمر على ما يحتاجه الهلال نفسه، ما بين مدرب صاحب خبرات يمكنه إصلاح عيوب فريق جيسوس وسد الثغرات التي عطلة إبحار السفينة الزرقاء نحو موانئ الألقاب هذا الموسم، أو أن يكون مدربا شابا طموحا، لديه شغف النجاح ولم يشبع من تحقيق الألقاب والبطولات، بل تقوده الرغبة للنجاح في تذليل أي عقبات، وأيضا يبث روحا قتالية لدى لاعبيه.
وربما يكون نموذج الألماني ماتياس يايسله مع أهلي جدة، ملهما سواء للهلال أو غيره، فهو مدير فني في نفس معدل أعمار عدد لا بأس به من اللاعبين، لكنه لديه فكر واضح سعى لتنفيذه رغم العثرات، وفي النهاية حصد ثمار الاستقرار بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة.
ربما يفسر ذلك سعي الهلال للتعاقد مع ماركو سيلفا رغم أنه يكبر يايسله بنحو 10 أعوام، لكن ليس بالضرورة أن يكون "الشباب" هو المعيار الوحيد لنجاح المدرب الجديد.
وفي العصر الحديث لم يعرف الهلال مدربا شابا يتولى تدريب الفريق باستثناء الأرجنتيني خوان براون - مساعد مواطنه رامون دياز - والذي عمل لأشهر قليلة كمدرب للفريق "بعمر 40 عاما".
بخلاف ذلك مالت الخيارات الهلالية دائما لأصحاب الخبرات نسبياً سواء جيسوس أو من سبقه مثل دياز وميكالي وحتى لوشيسكو.
وبعيدا عن جدل المرحلة العمرية للمدرب المنتظر فإن الأهم هو التوافق مع رؤية ومشروع النادي، كونه بطل سابق وتاريخي لآسيا، وبطل دائم الحضور على منصات التتويج المحلية أيضا، ولديه طموحات كبيرة على الصعيد العالمي.
ولعل ذلك يفرض ضرورة وجود مدرب متعطش للنجاح ويستطيع التوافق مع رؤية الإدارة للأهداف المرحلية، كما أنه سيتعين عليه إعادة بناء الفريق سريعاً، وتلبية الاحتياجات قبل خوض الاختبارات المستقبلية.
لا ينفصل هذا عن تقديم كرة قدم جيدة ومُقنعة، فالاتحاد رغم تصدره جدول ترتيب دوري روشن، لا يلقى أداء الفريق تحت قيادة مدربه بلان قبولاً لدى الكثير من المحللين لاعتبار أنه يفتقد الشخصية الفنية المميزة، لكن بالرغم من ذلك نجاحات الاتحاد حتى الآن مرضية لجماهيره بانتظار الألقاب.
أما الهلال فإن معضلة الجمع بين الأداء والنتائج ستواجه أي مدرب جديد، ومن ثم فإن المدرسة البرتغالية التي سبق لها النجاح مرارا وتكرارا في الكرة السعودية ربما تكون الأنسب، خاصة مع وجود خيار التعاقد مع سانتو أو سيلفا، فكلاهما يقدم كرة جيدة بالبريميرليج.
هاجس المونديال
لعل أبرز التحديات التي تنتظر الهلال في ملف مدربه الجديد، هاجس المشاركة المونديالية، فالإدارة عندما تختار المدير الفني يجب أن تعي بأنه سيستمر مع الفريق لأطول وقت ممكن ولن يكون دوره قيادة الأزرق في مونديال الأندية فقط.
صحيح أن بطولة كأس العالم للأندية فرصة استثنائية للاحتكاك بأندية عالمية، وسيزداد الزخم ومعه المكاسب المالية حال تأهل الفريق عن مجموعته، لكن حصر الطموح على هذه البطولة فقط، ربما يورط إدارة الهلال في التعاقد مع مدرب لن يتناسب مع خطة طويلة الأمد للفريق.
قد تكون قائمة المدربين أصحاب الخبرات في الكرة العالمية، هم الخيار المثالي للهلال إذا تعلق الأمر بكأس العالم للأندية، لكن المدير الفني الجديد يجب عليه أن يتخذ من هذه البطولة سبيلاً للتحدي مع فريقه نحو بداية موسم أفضل، وبدأ رحلة المنافسة على كل الألقاب.
قد يعجبك أيضاً



