
يبدو أن اتحاد طنجة يراهن هذا الموسم على وضع بصمته في الدوري المغربي والمنافسة على الألقاب، حيث قدم إشارات قوية منذ انطلاق الموسم على أنه سيكون حلقة مهمة في مسلسل المنافسة على الدرع وكأس العرش.
البداية الجيدة في الدوري حيث يحتل المركز الأول بالعلامة الكاملة وبرصيد 9 نقاط، وكذا حفاظه على مقعده في منافسة كأس العرش حيث تأهل إلى دور نصف النهائي، كل ذلك يؤشر أن فريق الشمال قادم بقوة ويراهن لقلب الطاولة على أقطاب الكرة المغربية.
والأكيد أن البداية الرائعة للموسم الجديد ليست ضربا من ضروب الصدفة، بل هي نتاج لمجموعة من الخطوات التي قام بها هذا الفريق ليصل لما وصل له اليوم من تألق.
ويشار إلى أن اتحاد طنجة عانى كثيرًا حتى يعود للدرجة الأولى، وذاق مرارة المعاناة في المواسم السابقة بسبب الصراعات الداخلية التي ذهب ضحيتها الفريق، قبل أن يتخلص منها بشق الأنفس.
وإذا كانت أكثر الأندية الصاعدة غالبًا ما يكون همها وهدفها هو ضمان البقاء وتفادي الهبوط في موسمها الأول، فإن اتحاد طنجة كسر القاعدة وشكل الاستثناء في الموسم الماضي، بعدما خطف الأضواء حيث أنهى الترتيب في المركز الثالث بالدوري وضمن مشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية، وفي ذلك إشارة إلى أن الاتحاد نجح في استعادة توهجه بسرعة، خاصة أن كل المتتبعين دائمًا ما كانوا يؤكدون أن مكان اتحاد طنجة في قسم الأضواء.
خطوة هامة قام بها مجلس الإدارة لاتحاد طنجة، عندما أقنع المدرب عبدالحق بنشيخة بتجديد عقده لموسم واحد، فبعد النتائج الإيجابية التي سجلها وكذا الثورة التي أحدثها الفريق في الموسم الماضي، فقد كان الشغل الشاغل للمسؤولين هو الحفاظ على الاستقرار التقني وعدم التفريط في المدرب.
ورغم أن هذه الخطوة لم تكن سهلة مع بنشيخة الذي طالب بتوفير الإمكانيات، كما أنه تلقى عروضًا مهمة من أندية محلية وأخرى خليجية، إلا أنه في الأخير آثر البقاء ومواصلة مغامرته ومشروعه مع فريقه.
الهاجس البشري كان من النقاط التي ركز عليها المدرب عبدالحق بنشيخة هذا الموسم، فرغم النتائج الإيجابية التي سجلها في الموسم الماضي وتألق مجموعته البشرية، إلا أن المدرب الجزائري آثر هذا الموسم القيام بثورة بشرية وتعزيز صفوفه بلاعبين جدد، وانتدب لاعبين مثل اسماعيل بلمعلم ومحمد أمسيف وعادل المسكيني والمهدي بلطام وعمر المنصوري ويونس الحواصي وغيرهم.
وأرسل اتحاد طنجة إشارات قوية مع بداية الموسم، في ظل النتائج الإيجابية التي وقعها الفريق هذا الموسم، على مستوى الدوري، حيث دك شباك الدفاع الجديدي في الجولة الأولى برباعية نظيفة، وفي الجولة الثانية عاد بفوز أمام النادي القنيطري 2/0، وفاز في الجولة الثالثة على شباب تادلة 2/1.
تألق اتحاد طنجة لا ينحصر فقط على الدوري، ولكن أيضا على مستوى كأس العرش، إذ مازال في سباق المنافسة على الكأس الفخرية، والأكيد أن مكونات هذا الفريق متعطشة لترى فريقها على الأقل في النهائي، حيث سيواجه في دور النصف المغرب الفاسي للبحث عن بطاقة التأهل للنهائي.
يبقى الهاجس المالي من النقاط التي تشغل بال مجلس الإدارة، خاصة مع السيولة المالية التي احتاجها الفريق من أجل القيام بانتدابات جيدة، والأكيد أنه من يتابع الأسماء التي انتدبها سيتأكد له أن إدارة فريق الشمال راهنت على هذا الجانب، علما أن ميزانية الفريق تعاني منذ الموسم الماضي.
احتياجات اتحاد طنجة، دون شك سترتفع في المواسم المقبلة، في ظل المستوى الذي بات يلعب عليه، وكذا الأهداف المستقبلية التي يخطط لها، ما سيدفع مجلس الإدارة الذي يرأسه حميد أبرشان إلى البحث عن موارد جديدة ومواصلة الاجتهاد في الشق المالي.
ولم يجد الرئيس حميد أبرشان بدًا من الاستمرار في قيادته الدفة التسييرية لفريقة ومواصلة رئاسته اتحاد طنجة، فرغم أنه سبق أن أكد في وسط الموسم الماضي أنه لن يترشح لولاية ثانية وسيترك القيادة لوجوه أخرى لمواصلة المشوار، إلا أنه وجد نفسه مكرها للبقاء في منصبه بعد أن انتخب لولاية ثانية، خلال الجمعية العمومية التي غاب عنها أي مرشح لمنافسته.
وسيواصل أبرشان مهمته لأربع سنوات أخرى، وهي خطوة أيضا ارتاحت لها جميع المكونات في ظل العمل الذي قام به أبرشان، بدليل النتائج التي سجلها الفريق، بدليل صعود الاتحاد للقسم الأول وكذا للموسم الاستثنائي الذي وقع عليه، ناهيك أيضا عن المجهودات التي قام بها على المستوى المالي، رغم العراقيل التي وجدها، ومع ذلك فإن أبرشان يراهن على المرحلة المقبلة ليتغلب على الهاجس المالي، ويجعل أيضا اتحاد طنجة في مصاف الأندية القوية في السنوات الأربع المقبلة.
قد يعجبك أيضاً



