
في البطولة الخليجية للكرة الطائرة؛ التي نعيش خواتيمها اليوم على صالة المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن راشد، يبدو أن دار كليب البحريني هو الغائب الحاضر فيها، فأربعة من دول مجلس التعاون تمثّلت فيها بمشاركة نادٍ فقط، ولكن البحرين تمثّلت بناديين، هما الأهلي المشارك الفعلي، ودار كليب غير الفعلي!
دار كليب الذي ينافس بقوة في المسابقات البحرينية؛ عاد قبل أيام من تونس بعد أن حلّ ثانيا في بطولة الأندية العربية، وكان يُفترض في اللجنة التنظيمية الخليجية أن تُعطي ميزة للبلد المنظم بالمشاركة بفريق ثانٍ، فالبطولة الحالية غاب عنها ممثلا السعودية والامارات؛ فاقتصرت على أربعة فرق.
البحرين وإن تمثّلت بالنادي الأهلي؛ إلّا أن دار كليب كان حاضرا في البطولة، من خلال مجموعة اللاعبين الذين تخرّجوا من مدرسته وشاركوا كلاعبين شبه محترفين في أندية ثلاثة، وكانوا ذا تأثير إيجابي عليها، وفي مقدمتهم علي ابراهيم ضمن الفريق العماني ومحمد يعقوب في القادسية الكويتي.
والأهلي أيضا يضم في صفوفه لاعبين كانوا من خريجي مدرسة دار كليب كالعليان حبيب وخير الله وحسين عبدالله وحسن جعفر؛ ما يعني أن هذا النادي صار مصدر تفريخ للاعبين المتميّزين في اللعبة، بما يؤكد الاستراتيجية الجيدة التي ينتهجها النادي في الاهتمام بالاكتشاف والصقل، ولا يقف حجر عثرة على الراغبين في الانتقال لأندية أخرى!
ولذلك فإن جماهير نادي دار كليب هي الأخرى حاضرة لمساندة لاعبيها؛ سواء في الأهلي «المستضيف» أو الناديين الآخرين القادسية الكويتي والكامل والوافي العماني؛ ورأينا تأثير اللاعب علي إبراهيم «بضربات المطرقة» التي كانت حاسمة في ترجيح كفة العمانيين للوصول إلى المباراة النهائية.
لقد سبق أن قلنا إننا بحاجة لأندية تتخصص في العاب جماعية، ليكون تركيزها أكبر في الاكتشاف والصقل والاحلال والإبدال، وحتى يكون الدعم موجهّا بشكل صحيح من قبل الهيئة العامة، وليكون أسهل على توجيه الرعاة تجاه هذه الأندية المتخصصة، والحال يسري أيضا على أنديةٍ في ألعاب أخرى!
إنّ هذا التوجه متى تبنتهُ الهيئة العامة للرياضة؛ ووضعت لهُ خطة استراتيجية متدرجةٍ، فإن الحصاد الذي تسير عليه لعبتا الكرة الطائرة وكرة اليد سيكون أكبر؛ فما نراه حاليا أن أندية منافسة في كل الألعاب الجماعية، تتأثر سلبّا لتشتت الدعم والتأثير يكون على اللعبة الشعبية؛ لأن كل لعبة تأخذ نصيبا كبيرا من الدعم!
نقلاً عن جريدة أخبار الخليج البحرينية
قد يعجبك أيضاً



