من أَمِن العقوبة أساء الأدب

«من أَمِن العقوبة أساء الأدب» مقولة نقولها دائمًا على كل من يتجاوز نصوص القانون ومواد النظام، بمعنى عندما لا نفعِّل القانون ونصوصه ويكون التأديب رادعًا، عندها يتم ارتكاب المخالفات، تحل الفوضى والغوغاء في المجتمع، وهذا يجعل المخالف يتصرف دون محاسبة أو رقابة، بل يتمادى أكثر وأكثر في تجاوزاته ومخالفاته، فعندما يتيح للشخص الحصانة أو الحماية من العقاب، قد يفقد الشعور بالضبط والاحترام ويتجاوز الحدود المعتادة في تصرفاته.

إن ما حدث من تبادل ورشق وإساءات للألفاظ غير المهذبة من بعض جماهير فريقي المنامة والأهلي في نهائي كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة، ومن تصرفات خارجة عن الروح الرياضية وبعيدة كل البعد عن روح النسيج الوطني والعلاقات الأخوية التي تربط أفراد المجتمع البحريني الواحد، ومن فئة ليست بالنموذج للقيم والتقاليد والعادات التي تميز بها الشعب البحريني، وكذلك من فئة خرجت عن المألوف والنص في تصرفاتها واستخدامها لمفردات غير أخلاقية، أساءت لنفسها قبل أن تسيء لرياضتنا البحرينية، كل ذلك يجب أن لا يمر مرور الكرام على المسؤولين عن الرياضة.

التصرفات والإساءات التي قامت بها تلك الفئة من الجماهير لم تكن الأولى من نوعها، بل هي تكرار لمخالفات سابقة خارجة عن الروح الرياضية والتي لم يكن للقانون والنظام دور في ردعها، هؤلاء يحتاجون إلى رادع قوي يجعلهم يرتعدون من الخوف على تصرفاتهم الغوغائية، هناك الكثير من القوانين والأنظمة التي تحد من تلك التصرفات ولكن التقاعس في تنفيذها هو الذي يجعل ويشجع تلك الفئة لممارسة أعمالهم وإساءتهم بين الفينة والأخرى.

ما يحدث في الفترة الأخيرة من شغب الصالات، وهو ما يحمل أكثر من علامة استفهام حول أسباب تكرار تلك الأحداث، فبعد أحداث مباراة المنتخبين البحريني والياباني في نصف النهائي لكأس آسيا لكرة اليد من إساءة جماهيرنا لأفراد المنتخب الياباني، جاءت مباراة نهائي الخليج للسوبر ليغ لكرة السلة بين فريقي المنامة والكويت، وما حدث من تهجم وإساءة من بعض جماهير المنامة اتجاه لاعبي الفريق الضيف فريق نادي الكويت، تلك الأحداث التي قد تتسبب في استبعاد البحرين أو تقليل من فرصتها في تنظيم البطولات المقامة بالصالات المغلقة في الفترة القادمة.

شتان بين ما حدث في مدرجات صالة خليفة الرياضية وتحديدًا في مباراة نهائي كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة والتصريح الكبير والعقلاني من لاعب نادي المنامة أحمد سلمان رمضان، والذي أكد على أن الرياضة تعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع وتسهم في تقوية النسيج الوطني والمحافظة على الأخلاق والقيم والتقاليد. كلنا أمل أن يصل تصريح الكابتن أحمد سلمان إلى كل من كان وراء تلك الأحداث والتصرفات الغوغائية، فالمحافظة على سمعة البحرين هي واجب وطني يتحتم علينا جميعًا أن نتقيد به حتى نعود كما كنا.

 وختامًا للكلمة حق وللحق كلمة ودمتم على خير.

نقلاً عن جريدة الأيام البحرينية