إعلان
إعلان

مخاوف بيئية.. كيف تستنزف العملات المشفرة الكهرباء والطاقة؟

KOOORA
17 سبتمبر 202221:34
تعبيرية

بمجرد النظر للرسوم البيانية الخاصة بمسار العملات المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين خلال الأشهر القليلة الماضية لا يتبادر للأذهان سوى الذهول!

منذ ابتكارها لأول مرة عام 2009 سارت البيتكوين في رحلة متقلبة مع كثير من الطفرات والانهيارات على طول الطريق، حتى بلغت أعلى معدلاتها على الإطلاق، في أواخر العام الماضي فتجاوز سعر الواحدة منها 68 ألف دولار، قبل أن تنهار لتصل حاليا إلى حدود 20 ألف دولار.

فما قصة صعود وهبوط بيتكوين المخيفة؟ 

في فبراير/ شباط 2021 أعلنت شركة صناعة السيارات الكهربائية "تسلا" ورئيسها التنفيذي، رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، عن استثمار 1.5 مليار دولار في عملة بيتكوين، مما دفع سعرها لمستوى قياسي وقتها، إذ تخطت 47 ألف دولار.

لكن برغم الضجة الكبيرة حول هذه الخطوة إلا أن شركة تسلا لم تُحط قرارها بهالة كبرى، بل أثارت الدهشة بذكره في الصفحة 106 من تقريرها السنوي، وفقا لشبكة ABC نيوز الأمريكية.

التقرير نفسه تضمن جملة مفسرة لأهداف ماسك وتسلا تقول إن السياسية الاستثمارية الجديدة لها منذ مطلع 2021 "ستكون أكثر مرونة لزيادة التنوع وتعظيم العوائد".

ثم جاءت العبارة الأكثر جدلا في التقرير نفسه التي تقول إنه في حال ارتفعت قيمة استثماراتها من بيتكوين فلن تسجل هذه المكاسب في تقاريرها المالية، في تلميح مكشوف بأن قيمة هذه العائدات قد تنخفض بانخفاض بيتكوين أيضا، وذلك يدل بوضوح على عدم القدرة على التنبؤ بهذه العملة الجدلية كمخزن للقيمة (على عكس العملات التقليدية والذهب).

لاحقا، في غضون 3 أشهر فقط، وتحديدا في 13 مايو/ أيار من العام الماضي، تراجع إيلون ماسك بتصريح غريب عن خطة الاستثمار الجامحة في بيتكوين، إذ غرد عبر تويتر "علقت شركة تسلا شراء السيارات باستخدام البيتكوين بسبب مخاوف بيئية".

وتابع "العملات المشفرة فكرة رائعة ما زلنا نؤمن بها، وبمستقبلها الواعد، لكن لا يمكن أن يأتي ذلك مقابل تكلفة بيئية كبيرة".

وأوضح في التغريدة نفسها "نحن قلقون بشأن الزيادة السريعة في استخدام الوقود الأحفوري لتعدين البيتكوين ومعاملاته، خاصة الفحم، الذي ينتج أسوأ الانبعاثات مقارنة بأي وقود آخر!".

فما هي التأثيرات البيئية التي أثارت مخاوف إيلون ماسك في تغريدته الجدلية المفاجئة؟

mining%20crypto%209

كانت الفكرة من وراء بيتكوين إنشاء طريقة دفع بديلة تقضي على الوسطاء خاصة البنوك، لذلك بالنسبة لمن يبحث عن الخصوصية ولا يثق في تعاملات البنوك تصبح البيتكوين أكثر جاذبية لهم بسبب نظامها اللامركزي.

وبدلا من قيام بنك واحد من التحقق من تحويلاتك، تقوم بهذه المهمة آلاف أجهزة الكمبيوتر حول العالم عبر من مبرمجين يعرفون بالمعدنين أو "عمال المناجم" عبر تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين".

ويسلط كووورة الضوء على تقنية سلسلة الكتل Blockchain وتطبيقاتها المختلفة بشكل عام، وكذلك علاقتها بالرياضة وكرة القدم، في عدة حلقات متنوعة تُنشر أسبوعيا.

ويمكنكم الاطلاع على الحلقات السابقة هنا

يتسابق عمال المناجم فيما بينهم للتحقق من التحويلات وعمليات شراء وبيع البيتكوين التي تتم عبر قاعدة بيانات سلسلة الكتل عبر حل لغز رياضي معقد، من يفكه أولا يحصل على مكافأة عبارة عن دفعة من العملة المشفرة نفسها التي تم سكها "إلكترونيا".

وتعد عملية التعدين التي تتلخص في "صنع المزيد من العملات المشفرة وطرحها للتداول عبر تطبيقات البلوك تشين" معقدة وتستهلك الكثير من الطاقة سنويا.

وفقا لمجلة فوربس، تستخدم أجهزة الكمبيوتر التي تعمل على سك البيتكوين كمية هائلة من الكهرباء التي يتم إنتاجها بواسطة الوقود الأحفوري.

وتعد تكلفة الكهرباء في العالم الحقيقي أحد العوامل التي تعطي قيمة حقيقية للعملة الرقمية.

صرح ديفيد ويسبيرجر الرئيس التنفيذي لمنصة التداول CoinRoutes "إن المدخلات التي تحدد ما إذا كانت مثل هذه الأنشطة مربحة هي تكلفة الكهرباء لتشغيل حواسيب التعدين، ولهذا السبب، غالبا ما تقع مزارع ومستودعات تعدين البيتكوين بالقرب من مصادر الطاقة مثل السدود وآبار النفط ومزارع الطاقة الشمسية وغيرها".

لماذا يستهلك تعدين البيتكوين الكثير من الطاقة؟

crypto-currencies33

يقول بول برودي قائد القسم العالمي لتقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" في شركة EY "ترتكز تكنولوجيا العملة المشفرة على حل الألغاز الحسابية التي تزداد صعوبة حيث يتنافس المزيد من الناس على حلها، وسوف تتسارع هذه الديناميكية فقط مع محاولة المزيد من الأشخاص لشراء العملات".

ويضيف "هذا يعد إهدارًا للطاقة بمعنى أن 99.99٪ من جميع الآلات التي عملت بالفعل قد أهدرت محاولاتها لأنها خسرت سباق التعدين".

وزاد قائلا "بينما تنتج هذه العملية نتيجة عادلة وآمنة، فإنها تنتج أيضًا طنًا من انبعاثات الكربون".

وتحتفظ الولايات المتحدة بحصة الأسد في سوق تعدين البيتكوين العالمي، مع ما يقرب من 38٪، وفقًا لتقرير تحليلات كامبريدج (CDAP) الصادر في مايو/ أيار 2022.

وتأتي الصين في المرتبة الثانية بحصة تزيد على 20٪ من حصة السوق العالمية، تليها كازاخستان بـ 13٪ وكندا بأكثر من 6٪ وروسيا بحوالي 5٪.

وتشرح فوربس "تشير التقديرات إلى أن البيتكوين تستهلك الكهرباء بمعدل سنوي يبلغ 127 تيراواط /ساعة (TWh). يتجاوز هذا الاستخدام إجمالي استهلاك الكهرباء السنوي في النرويج!“.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان