Reutersبعد سنوات قليلة، سنجد الثلاثي روجر فيدرر ورافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش يجلسون في الاستوديوهات التحليلية للتحدث عن مباريات التنس، وستتم الإشارة إليهم جميعًا بأنهم أفضل من لعبوا التنس على مر العصور، وذلك بحسب شارلي إيكليشير، محلل صحيفة "تليجراف" البريطانية.
في ذلك التوقيت سنكون على علم بعدد بطولات الجراند سلام التي توج بها كل لاعب منهم، ولكن يبدو أن هذا العدد لن يكون كافيًا في حسم هوية اللاعب الأفضل بينهم، فإذا كان العدد كافيًا، فيمكن القول بأن جون ماكنرو وماتس فيلاندر في مستوى متساو تمامًا، وأن روي إيمرسون أعظم من بيورن بورج، وأن أسطورة فينوس ويليامز مثل أسطورة جوستين هينين.
فكل لاعب يحمل معني مختلفًا عند جمهور مختلف بشأن تأثيره وكيفية تغييره للعبة وزيادة شعبيتها، ويمكن التعامل مع فيدرر كمثال بارز، بالنظر إلى الجماهير التي تزحف وراءه في كل بطولة وخلال عدد البطولات الكبرى التي توج بها والتي تضعه في منزلة أفضل من لعب التنس في التاريخ.
ولكن تأثير فيدرر ليس في أرض الملعب فقط، ولكن يمتد إلى خارجه عبر مؤسساته الخيرية وكذلك الحال مع رافائيل نادال وما قدمه من أجل مايوركا، وديوكوفيتش وما قدمه من أعمال خيرية للأطفال، فعظمة الثلاثي تكمن في إنسانيتهم وليس في إبداعهم في الملاعب وحسب.
عند اعتزال الثلاثي، لن يكون الاهتمام بعدد البطولات الكبرى التي توج بها كل لاعب، وربما بعد بضعة سنوات تنسى الجماهير العدد الفعلي للبطولات لكل لاعب، وهو ما يحدث بالفعل الآن فالكثير من الجماهير تشعر بالصدمة عند معرفة أن جون ماكنرو توج بألقاب كبرى أقل من إيفان ليندل، كما أن هناك الكثيرين الذين يتغنون بعظمة بيورن بورج وهم لا يعرفون بأنه توج بـ11 لقبًا في البطولات الكبرى.
بعد سنوات لن يكون الصراع على هوية اللاعب الأفضل في التاريخ مقتصرًا على عدد ألقاب الجراند سلام، بل سيأخذ منحنى مختلفًا تمامًا.
قد يعجبك أيضاً



