قصة صورة.. "ليلة بكى فيها سامبراس والجميع"

يعتبر الأمريكي بيت سامبراس، أحد أبرز اللاعبين على مر العصور، وحقق العديد من الإنجازات والأرقام القياسية خلال مسيرته، حيث تمكن من الفوز في 14 بطولة من بطولات الجراند سلام، كما أنه حقق إنجازا فريدا، حيث احتل التصنيف الأول عالميا لمدة 6 سنوات متتالية. 

وتعرض سامبراس، وهو في أوج توهجه إلى حادثة مؤلمة، عندما سقط مدربه الأمريكي تيم جولكيسون، أمام أنظاره بسبب جلطة دماغية، أثناء قيادته لبيت في بطولة أستراليا المفتوحة عام 1995.

ويرصد كووورة في سلسلة "قصة صورة"، تفاصيل وتداعيات هذه الحادثة المؤلمة، والتي تعتبر واحدة من أشهر الأحداث التي حدثت في عالم التنس، والتي دفعت سامبراس نحو تحقيق المزيد من الإنجازات تكريما لمدربه. 

تعاون مثمر  

في بداية مشواره الاحترافي تمكن سامبراس من تحقيق انتصارات مهمة، وفاز بأول ألقابه في البطولات الكبرى، وهي بطولة الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990، لكنه لم يستطع المحافظة على هذا اللقب، ولم يحرز أي بطولة كبرى في الموسم التالي. 

فقرر سامبراس في نهاية عام 1992 التعاون مع مواطنه الأمريكي ولاعب التنس السابق تيم جولكيسون ليتولى الإشراف على تدرييه، وبدأ بيت جني ثمار هذا التعاون سريعا، حيث استطاع الفوز ببطولتي ويمبلدون وأمريكا في عام 1993، وفي ذات السنة تمكن من الوصول إلى التصنيف الأول عالميا للمرة الأولى في تاريخه. 

وفي عام 1994 واصل سامبراس نتائجه القوية تحت قيادة جولكيسون، وحقق لقب بطولة أستراليا المفتوحة للمرة الأولى، كما حافظ على لقبه في بطولة الولايات المتحدة الأمريكية، واعترف بيت أن الفصل في تحقيق هذه الإنجازات يعود لمدبه تيم جولكيسون، الذي حسن من مهاراة الإرسال، ليصبح سامبراس أحد أفضل اللاعبين في تاريخ التنس إجادة لهذه المهاراة. 

ليلة بكاء سامبراس 

مع بداية موسم 1995، عانى تيم جولكيسون من عدة مشاكل صحية، لكنه أصر على السفر مع سامبراس للإشراف على تدريبه، وأثناء استعداد بيت للمشاركة في بطولة أستراليا للحفاظ على لقبه، طلب من جولكسيون عدم مرافقته نظرا لحالته الصحية، لكن جولكيسون رافق سامبراس.

وأثناء الحصة التدريبية لسامبراس قبل مواجهة مواطنه جيم كورير في الدور الربع النهائي، سقط جولكسيون على الأرض أمام أنظار سامبراس، ليتم نقله إلى المستشفى بسبب إصابته بجلطة دماغية، ويتم نقله إلى أمريكا لتلقي العلاج. 

ودخل سامبراس مباراته أمام جيم وهو متأثرا بشكل كبير، وكان يبكي بشكل مستمر في جميع النقاط، وفي لحظات ولم يعتد عليها المتابعون، وانهزم في أول مجموعتين أمام كورير.

واتجه كورير لصديقه سامبراس، وقال له "هل تريد أن نكمل المباراة غدا؟، لا تبدو بحال جيدة"، لكن سامبراس فضل متابعة المباراة، وتأثرت الجماهير الحاضرة بمشاهدة دموعه تتساقط أثناء التبادلات، في مشهد غير مألوف.

وأثناء الاستراحة بعد نهاية المجموعة الثانية، أجهش سامبراس بالبكاء، وصرخ أحد المتابعين، قائلا: "إفعلها من أجل مدربك يابيت"، وواصل سامبراس المباراة وفاز بثلاث مجموعات متتالية، ليحسم المباراة لصالحه.

لتكون هذه المباراة واحدة من أبرز المباريات في تاريخ التنس، لما شهدته من تنافس كبير بين اللاعبين، وكذلك بسبب دخول سامبراس للمبارة باكيا والخروج منها باكيا.

وقال كورير لسامبراس بعد نهاية المباراة: "أعلم أنك كنت ميتا، كان عليك الموافقة على استكمال المباراة غدا، أنت بطل حقا". 

تكريم جولكيسون

بعد هذه الحادثة لم يعود تيم جولكيسون لتدريب سامبراس، فقد شخص بأنه يعاني من سرطان المخ، وهو في مرحلة متقدمة، وأثر هذا الأمر على بيت، الذي بدى عليه الحزن واضحا في جميع البطولات التي حاضها بعد هذه الحادثة.

وتوفي جولكيسون بعد هذه الحادثة بعام، وقرر سامبراس تكريم مدربه، حيث خصص جزء من أمواله التي يحصل عليها من البطولات لعائلة جولكيسون، كما أنه ساعد عائلته في إنشاء مركز لمحاربة أمراض السرطان.