
أعلنت لجنة القيم في اللجنة الأولمبية المصرية قراراتها النهائية بشأن واقعة لاعبي منتخب مصر لتنس الطاولة عمر عصر ومحمود أشرف حلمي، على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراة الدور قبل النهائي ببطولة أفريقيا الأخيرة في تونس. ومن المقرر عرض تلك القرارات على جلسة مجلس إدارة اللجنة الأولمبية برئاسة ياسر إدريس يوم الأحد المقبل الموافق 2 نوفمبر/تشرين الثاني لاعتمادها رسميًا.
ودخل عمر عصر في مشادة كلامية مع زميله محمود أشرف وهدّد بعدم استكمال لقاء نيجيريا إذا لم يغادر الأخير مقاعد البدلاء اعتراضا على تصرف محمود أشرف نجل رئيس الاتحاد المصري لتنس الطاولة بعدم مصافحته.
وأوضحت اللجنة في بيانها أن لجنة القيم، برئاسة اللواء شريف القماطي وعضوية المستشار محمد الأسيوطي والدكتور هيثم علي، أتمت تحقيقاتها في الواقعة التي أثارت جدلا واسعًا داخل الوسط الرياضي، لما تضمنته من تجاوزات تتعارض مع القيم الرياضية والسلوك الأخلاقي الواجب التزام اللاعبين به عند تمثيل المنتخب الوطني في المحافل القارية والدولية.
وانتهت اللجنة إلى توقيع غرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه على اللاعب عمر عصر، لاعب المنتخب الوطني لتنس الطاولة، وذلك لمخالفته مدونة السلوك الأخلاقي الصادرة عن اللجنة الأولمبية المصرية، بعد ثبوت قيامه بتهديد الجهاز الفني ورئيس البعثة بعدم استكمال المباراة، وقيامه فعليًا بتعليق اللقاء بعدما توقف عن اللعب عمدًا، بحجة وجود زميله اللاعب محمود أشرف في الملعب، وهو ما عرض المنتخب لخطر الانسحاب وخسارة المباراة (اعتباريا).
كما قررت اللجنة توقيع غرامة مالية مماثلة قدرها 100 ألف جنيه على اللاعب محمود أشرف حلمي، لاعب المنتخب، بعد ثبوت ارتكابه تصرفات غير لائقة ومخالفة للتقاليد الرياضية في حق زملائه بالفريق، وامتناعه عن دعمهم معنويًا أثناء تمثيلهم للمنتخب الوطني، وهو ما اعتبرته اللجنة إخلالًا جسيمًا بالروح الرياضية والمسؤولية الوطنية.
تحذير نهائي
وشددت لجنة القيم على توجيه إنذار نهائي لكلا اللاعبين، يقضي بتعرضهما لعقوبة الشطب النهائي من سجلات اللجنة في حال ارتكابهما أي مخالفة جديدة لمدونة السلوك الأخلاقي خلال عام من تاريخ صدور القرار.
وأكدت اللجنة الأولمبية أن القرارات جاءت بعد دراسة شاملة للمستندات والاستماع إلى أقوال اللاعبين ومسؤولي الاتحاد المصري لتنس الطاولة، بما يضمن العدالة والانضباط، ويؤكد حرص المؤسسة الأولمبية على ترسيخ ثقافة الالتزام والمسؤولية لدى جميع الرياضيين.
وفي ضوء توجيهات وزارة الشباب والرياضة، أوصت اللجنة الأولمبية الاتحاد المصري لتنس الطاولة بضرورة وضع خطط شاملة توازي حجم المسؤولية الوطنية في تمثيل مصر بالمحافل الدولية، مع التأكيد على الالتزام التام بالميثاق الأولمبي والقيم والأخلاق الرياضية، وبضوابط السلوك والانضباط داخل وخارج الملاعب.
جرس إنذار
كما شددت اللجنة على أن ما حدث يمثل جرس إنذار لجميع الاتحادات الرياضية واللاعبين، مؤكدة أن أي خروج عن النص أو مساس بصورة الرياضة المصرية في الخارج لن يتم التسامح معه، وأن العقوبات تأتي في إطار الحفاظ على سمعة الرياضة الوطنية وتعزيز مكانتها المرموقة.
وأشار بيان اللجنة إلى أن الهدف من هذه القرارات ليس العقاب بقدر ما هو إعادة الانضباط إلى منظومة القيم الرياضية، وإبراز أن تمثيل مصر شرف كبير يستوجب الالتزام الكامل بالسلوك الأخلاقي والروح الجماعية، سواء في الانتصار أو الخسارة.
وتوجهت اللجنة الأولمبية بالشكر إلى لجنة القيم على ما بذلته من جهود كبيرة في التحقيقات، مؤكدة دعمها الكامل لكل الخطوات التي من شأنها تعزيز الانضباط داخل المنتخبات الوطنية والهيئات الرياضية، بما ينعكس إيجابًا على صورة الرياضة المصرية في المحافل القارية والدولية.
ومن المنتظر أن تعتمد اللجنة الأولمبية المصرية هذه القرارات رسميًا خلال اجتماع مجلس الإدارة يوم الأحد المقبل، لتصبح نافذة المفعول، وسط ترقب كبير من جانب الوسط الرياضي الذي تابع تفاصيل الأزمة منذ بدايتها وحتى لحظة صدور العقوبات.
وبذلك تؤكد اللجنة الأولمبية المصرية أن الانضباط والالتزام بالقيم الرياضية سيظلان الركيزة الأساسية في مسيرة كل لاعب يمثل الوطن، وأنها لن تتهاون في مواجهة أي سلوكيات من شأنها الإضرار بسمعة الرياضة المصرية أو مخالفة مبادئ الميثاق الأولمبي



