
الأسطورة الملك محمد علي كلاي، الذي أطلق تعبيره التاريخي، الذي يعكس أسلوبه مع خصمه في حلبة الملاكمة، فيقول «أحوم مثل الفراشة» و«ألسع مثل النحلة»، فكان يتحرك برشاقة وخفة ظل وحركة يحمي وجهه تماماً بكلتا يديه، لتنزل الضربات على بطنه أو يستلقي على الحبال كي يوفر جهده ويستعيد طاقته، لينهك طاقة خصمه، ومن ثم ينهض فيقوم برقصة رشيقة سريعة، لينقض عليه بالضربة القاضية، فكان بعد كل فوز له يقول «أنا الأقوى، أنا الأذكى».. كثيرون هم خصومه في الملاكمة، ولكن لجو فريزر بصمة لا تُنسى بحياة كلاي في ملاكمة القرن، حين هُزِم في 1971، والتقيا في عام 1973، واستطاع الفوز واسترجاع لقب البطولة.
لقد أبهر العالم، وأحبه الناس لما امتلكه من حلم وإرادة قوية وروح التحدي حين أشهر إسلامه إيماناً، وقال لمعارضيه: اسمي لا يعنيكم، وديني لا يعنيكم، وتذكروني كرجل أسود فاز ببطولة العالم في الملاكمة.
المساواة في الإسلام في القيمة البشرية، وان الناس سواسية كأسنان المشط. قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى».
وقال في أحد اللقاءات: أعلنت إسلامي لسبب عدم وجود تفرقة بين الرجل الأبيض والأسود، ووجدت المساواة في ما بينهم على عكس أميركا التي عانى مجتمعها من العنصرية ضد السود»، وكانت هناك حركة مناهضة يقودها مارتن لوثركنغ. لذا، رفض كلاي خوض حرب فيتنام متحدياً لهم.
الملاكمة رياضة عنيفة لا إنسانية، ولكنه حبب الناس فيها، لأنه ربطها بخفة الظل وسرعته ورشاقته، وله مواقف تنم عن نبل أخلاقه بجانب فخره حين يقول «هؤلاء المسلمون من أهلي» في زيارته لبنغلادش عام 1981. ظل متحدياً مرض الشلل الرعاش (باركنسون) لأكثر من ثلاثين عاماً، وفي أغلبية الأحيان بسبب الضربات المباشرة للرأس، التي تؤثر في الدماغ والدورة الدموية.
لقد حظيَ كلاي بوداع عالمي إعلامياً، وإقامة موكب لنعشه ليمر عبر مدينته لويفيل في ولاية كنتاكي الأميركية، كان شجاعاً لا يهاب أحداً، محققاً أهدافه بانتصاراته وضرباته القاضية، التي يوجهها لخصومه، رحم الله أسطورة القرن الرياضي الذي لن يتكرر.
نقلاً عن صحيفة القبس الكويتية
قد يعجبك أيضاً



