إعلان
إعلان

الرياضة تُجمع وتُفرِح.. رغم الإحباط

فاضل الطالب
24 أغسطس 201602:07
2myykvmy

فوز الرامي الكويتي فهيد الديحاني بالميدالية الذهبية في أولمبياد البرازيل أفرح قلوب كل فئات وأطياف الشعب الكويتي، وفرحهم هذا انعكاس وتعبير عن مدى حبهم للأرض التي ترعرعوا فيها وتربوا بأحضانها، وبهذا الفوز استطاع هذا البطل المكافح أن يوحد أفئدة أهل الديرة، وهو شأن لم نعهده منذ أمد طويل، وان كان حصل ذلك فبسبب الفوز في إحدى المسابقات الرياضية الدولية.

لقد استطاع هذا البطل أن يصهر الانتماءات الطائفية والقبلية والفئوية في بوتقة الهوية الوطنية ويذيبها مؤقتاً، وللأسف، لذا ففرحنا الحقيقي بالإنجاز الكبير، وإن لم يكن تحت علم الكويت، هو الفرح بتوحيد القلوب على حب هذه الارض والولاء والانتماء اليها.

وقد أثبتت الرياضة أنها تجمع وتوحد المواطنين بالقدر الذي لم يستطع أغلب السياسيين وبعض الرموز الدينية تحقيقه، بل على النقيض، ما زال هؤلاء في ضلالهم القديم بإثارة الفتن بين أطياف الشعب الواحد، لأنهم لم يضعوا الوطن نصب اعينهم، وانما كان جل همهم المحافظة على مكانتهم ومناصبهم حتى ولو كان على حساب الوطن واستقراره، وما الانتخابات النيابية المقبلة منا ببعيدة، وسنلاحظ جلياً ما ذهبت اليه.

وفي هذه المناسبة، يجب ان نتطرق الى ملامح الغصة والألم التي كان يشعر بها الراميان (الأولمبيان) الديحاني والرشيدي عندما تم رفع العلم الاولمبي بدلاً من الكويتي، وذلك بسبب العقوبات المفروضة على الكويت من قبل الاتحاد الدولي، التي جرى بموجبها منع ابناء الكويت من المشاركة بالمنتديات العالمية تحت علم بلادهم، هي غصة كانت في قلوب جميع الكويتيين بلا استثناء، وألم يعتصر القلوب لما آلت اليه الاوضاع الرياضية المأساوية نتيجة صراع حادٍ على الهيمنة والتحكم على مملكة الرياضة، ونتيجة نزاع ولي ذراع بين طرفين ليسا بخافيين على أحد، ما أدى الى تعقيد الوضع الرياضي وتأزيمه، وليس هناك بالأفق ما يؤشر الى انفراج هذه الأزمة، وهذه بلا شك تأثيرها واضح في تقدم الحركة الرياضية وتطورها، ما يجعلنا متأخرين عن مواكبة التقدم العالمي السريع في هذا المجال.

نناشد المسؤولين عن الرياضة المحلية أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الكويت قبل أي شيء، فمصلحة الوطن يجب أن تكون فوق أي مصالح خاصة وضيقة، ويجب إيجاد حل جذري للمشكلة التي تعانيها الرياضة الكويتية والتي قاربت على السنوات الثماني، وأن تُتخذ قرارات من شأنها ان تعيد هيبة الرياضة الكويتية على المستويين الاقليمي والعالمي، لا سيما في ظل الاحباط الذي يعانيه جميع الرياضيين وحتى الجمهور الرياضي.

وفي حقيقة الامر، لا وقت لدينا لتوجيه اللوم والاتهام لأي شخص، نريد قرارات تصب في مصلحة الوطن، من شأنها أن تعيدنا الى الوضع الريادي الذي كنا فيه سابقاً، ونتمنى أن يكون الحل المقبل جذريا ونافذا وألا يعيدنا الى المربع الاول.

نقلا عن جريدة القبس الكويتية 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان