"جبنا الذيب من ذيله"؟!

لا شك اننا كنا نحتاج الى الفوز على عمان.. نحتاج الى دفعة معنوية تعيد صياغة خطواتنا التي افتقدنا ترتيبها في خضم التسابق الاسيوي..

لكن هل كنا نحتاج الى تلك الفرحة العارمة التي تلت المواجهة التي جعلت كثيرين يتسائلون هل ظفرنا بورقة التأهل عن القارة .. الحقيقة اننا بالغنا كثيرا .. بردة الفعل تلك التي تحولت الى نوبة فرح مستعرة بعد المباراة حسبنا بعدها اننا امسكنا ب "الذيب من ذيله"..

لن ازايد على فرح لكن وللانصاف فقد كتبت قبل مواجهة تايلاند وعبر هذه الجريدة ما يدعو الى التعامل المنطقي مع اللاعبين والنتيجة لاننا في خضم منافسة لن تنتهي بعد تايلاند مباشرة .. لكن حسبنا اننا مفرطون في الافراح كما الاتراح... قد اكون مخطئا .. لكن لنعمد الى المقاييس فطفقت ابحث عنها .. ولا شك ان الفوز العماني على الكنغر الاسترالي اقرب حجة.. فقلبت اوراق المباراة وما حدث بعدها .. فلم اجد مثل ما حدث لدينا رغم ان فوز العمانيين لم يكن متوقعا كما نحن قياسا بالمنافس وحتى التاريخ.. فلم اشهد سيلا من المسؤلين ولا اصطفافا من اللاعبين...فقط اللاعبون حيو جماهيرهم وهي ردت التحية بأحسن منها " واليو تيوب بيني وبينكم".

يا أحبة يعلم الله اننا كنا نتمنى الفوز على عمان كما أنتم .. وازيد ان الفوز حتى في المباريات الودية يثير الفرح كما المباريات الرسمية،لكن ما حدث بعد المباراة بدا وكأن هناك من كان يخشى ان لا يعرف الفرح النتائجي ابدا .. وكأننا في قاع بئر عميقة والنتيجة اخرجتنا منه .. لنفرح .. لكن وفق الطقوس التي حدثت وسط الملعب .. فلم يكن جديرا ان تحدث .. لنفرح لكن وفق اطار الايجابية .. لاننا جعلنا من لاعبينا يعيشون زهو الابطال الفاتحين .. رغم ان المنافس كان تايلاند .. و"الثقل قدام" .. ابهجنا الفوز .. وابهجنا اكثر ان نرى بعض لاعبينا وهو يستعيد ألقه وعنفوانه.. نعم نحيي كل لاعبينا ونشد على ايديهم لكن ان نقلبها الى فرح ومولد وهي مجرد مباراة في اطار التسابق وفق عمل لم ينحى اليه العمانيون حتى.. فكأننا من الضعة ان نتيجة واحدة قد تقلبنا فوق تحت، وهاهو النتاج تعادل مخيب امام عمان جعل امالنا مرتبطة بما سيحدث بعد ثلاثة اشهر .. وامام من .. امام الكنغر الاسترالي؟!

اعود الى ما جد في خاطري وانا ارى اللاعبون يصطفون كرتل منظم لتقديم التهاني والتبريكات بعد مباراة تايلاند لاحاول ان أبعد ألما فرضه الموقف .. لأخشى على هؤلاء المحترفين .. لأننا ظهرنا وكأننا نقايضهم على تقديم الأفضل .. ولا بأس بعدها من دبلها .. ولا باس ايضا ان كان اللاعبون كالترمومتر عطائهم لبلدهم نزفه دائما بما يأخذون مقابله؟!

لن اسمح لأحد ان يزايد علي، لأن فرط اهتمامي بتأهل الاخضر يجعلني انتظر لقاء استراليا على احر من الجمر .. لانها مربط الفرس .. واثق اننا إن احسنا التعامل مع انفسنا فلن يقف امامنا الاسترالي الذي انهى مهمته بنجاح وبات عمله امامنا تأدية واجب .. ليس الا!

فقط علينا ان نحسن تعاملنا مع انفسنا كي نحقق ذلك .. الأهم ان نستعيد الحماس المتقد .. ونقصي الافراح التي سبقت أوانها.. بل ونتخلى عن الاجتماعات تلك التي ترمي الى التثبيط اكثر منه رفعا للمعنويات؟! <>

جريدة الشرق الأوسط

<>