
"أوراق اللهب تحرقها ريح الشيطان ..الموت طويل يتنامى في كل مكان" عبارة اطلقتها على شكل بيت شعر الفلسطينية فدوى طوقان وبها تختصر ثاني حالة إنسانية منطقية تعقب الولادة وهي الموت.
ما بين بداية الحياة ونهايتها عبارة عن أنفاس متنوعة ومختلفة تتعدد فيها المسببات وتوحدها في النهاية كلمة "الموت".
في الرياضة كما في غيرها من صنوف المهن والأعمال، لا سبيل للمواجهة ولا تأكيد إلا لكلمة "استسلام".
ولأن بعضها اشتهر بشكل جماعي كحادثة ميونيخ التي شهدت وفاة 8 من لاعبي مانشستر يونايتد وبعضها اشتهر بشكل فردي، فإن التذكير بأهم حالات الموت التي حدثت اثناء أداء الواجب الرياضي، قد يضيء الشموع على صفحة سوداء طويت لأبطال كانوا ينيرون الدروب لبلادهم ولأنفسهم أيضا.
وفي الحلقة الرابعة يرصد موقعكم كووورة أبرز الحالات طبقا لتاريخ حدوثها وكما وجدنا بداياتها في كتاب بمتحف التاريخ البريطاني قبل ان نكمل الرصد بأنفسنا منذ مطلع الألفية الجديدة.. أملين ان يجنبنا الله وأياكم الشرور وأن يحسن الله سبحانه وتعالى خاتمتنا وأن يجعل خير أيامنا يوم نلقاه، خاشعين محسنين منيبين.
الحلقة الأولى
الحلقة الثانية
الحلقة الثالثة
الحلقة الرابعة
1- لنادي الجهاد السوري حكاية طويلة مع الحوادث المأساوية، إذ تعرض خلال السنوات الماضية لحوادث أدت إلى وفاة عدد من لاعبيه وإدارييه.
وبدأت للمرة الأولى أواخر الثمانينات عندما انقلبت حافلة الفريق وأدت إلى إصابة عدد من لاعبيه وإدارييه بكسور مختلفة، إلا أن الحادثة الأكثر مأساوية وقعت في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 1991عندما كان الفريق متوجها إلى مدينة طرطوس لملاقاة نادي الساحل في مسابقة كأس سوريا، فاصطدمت الحافلة بسيارة شحن كبيرة معطلة على جانب الطريق ومحملة بكتل صخرية مما أدى إلى مقتل وجرح 20 لاعبا وإداريا ومرافقا من بينهم مدرب الفريق اللاعب الدولي السابق عبود إسكندر.
2- الطريقة الوحيدة لكبح جماح موجة كبيرة هي قيادتها، جملة قالها مارك فو العام 86.
ابن هاواي الذي بنى لنفسه اسما كبيرا كأعظم راكبي الأمواج في العالم بدأ في 23 أيلول/سبتمبر العام 1994 بركوب موجة "مافريك" بكاليفورنيا لكنه لم يخرج سالما، كان يقول: "أنا لا أخاف من الموت بهذه الطريقة وبالنسبة لي ليس مأساويا أن تموت وأنت تمارس شيئا تحبه".
3- توفى ديف لونجهيرست مهاجم يورك سيتي وعمره 25 عاما بعدما سقط مغشيا عليه قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول في مباراة فريقه بالدوري الانجليزي أمام لينكولن سيتي في سبتمبر- ايلول 1990.
4- 25 متزلجا ماتوا في مسابقات مختلفة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.. آخرهم وأمهرهم وأكثرهم إشعاعا كانت أولكة ماهير عضوة الفريق النمساوي المتأهل لكأس العالم تسع مرات.
أم لطفلين.. كانت تأمل أن تفوز بميدالية الألعاب الشتوية العام 1994، لكن وخلال السباق في ألمانيا في كانون الثاني/يناير بعد تلك السنة فقدت ماهير السيطرة على زلاجاتها فسقطت من ارتفاع 60 مترا، فماتت بعد أن كسرت رقبتها.
5- عندما قتل ستي وود في سباق لينج فيلد العام 1994 كان أول خيَّال بريطاني يموت بعد جو بلانكس العام 1981 وكان عمره 26 عاما فقط، ومات بعد أن ارتطم حصانه كالار بحاجز.
وقع في الممر متدحرجا خمس مرات.. كان فيها ستيف يضرب بانتظام من قبل حصانه المتدحرج قبل أن يموت في الميدان، رغم الجهود الطيبة الحثيثة التي قاموا بها لإنقاذه، وأضيف اسمه في كتب التاريخ كسادس متسابق خيل يموت خلال 20 عاما.
6- في اليوم الاول من خامس اشهر العام 1994 قتل إيرتون سينا سائق السيارات البرازيلي خلال سباق جائزة سان مارينو الكبرى. وكان سينا بطلا للعالم ثلاث مرات في الفورمولا1.
7- سيبقى موت مدافع كولمبيا اندرياس اسكوبار الحادثة الأشهر في عالم كرة القدم.
المولود يوم 13 آذار- مارس 1967 دفع ثمن ترشيحات بيليه لمنتخب بلاده الذي كان يضم الحارس هيغيتا وفالديراما وفريدي رينكون واسكوريلا للظفر بكاس العالم 1994 وهو ما شجع رجالات المافيا على المشاركة في المراهنات لصالح البلاد التي تفتك بها المافيا.
وفي البطولة حدث ما لم يكن متوقعا بعد العروض الكبيرة من قبل المنتخب الكولومبي في التصفيات القارية لمنتخبات أمريكا الجنوبية حيث خرج المنتخب الكولومبي من الدور الأول من البطولة.
يوم التقت كولمبيا مع امريكا التي لم تكن مرشحه للفوز سجل أسكوبار هدفا عكسيا في مرماه حيث لعب المهاجم الأميركي جون هاركس كرة عرضية بيسراه داخل منطقة جزاء كولومبيا لتجد إسكوبار الذي حولها بيمناه داخل الشباك بدلا من إخراجها خارج الملعب.
وبعد عودته إلى بوغوتا وفي ليلة 2-7-1994 وبينما كان اللاعب خارجا من أحد المطاعم في مدينة ميدلين شمال غرب كولومبيا كان هناك ثلاث رجال قاموا بضربه، وبينما كان يهم بالهروب منهم متوجهاً لسيارته قام أحد الأشخاص بتوجيه مسدسه نحوه وقتله عقابا على هذا الهدف>
وبعد يومين من الحادثة ألقت الشرطة الكولومبية القبض على اثنين من القتلة واعترفا بأنهما كانا مخمورين حينما أطلقا النار على مدافع المنتخب مدعين أنهما لم يتعمدا قتله.
شيع إسكوبار إلى مثواه الأخير في جنازة تقدمها رئيس الجمهورية وسط دموع المشيعين على مقتله ودفع حياته ثمناً لتعصب كروي مجنون.
وحفاظا على ذكراه منع الاتحاد الكولمبي ارتداء القميص رقم 2 عرفانا بتاريخ إسكوبار وتكريما لذكراه حتى قرر إيفان كوردوبا نجم كولومبيا الكبير وإنتر ميلان السابق ارتداء هذا القميص حفاظا على ذكرى إسكوبار ضحية التعصب والمراهنات.
8- العام 1995 كان الإيطالي فابيو كاسارتيللي أول متسابق دراجات يموت في الـ "تور دي فرانس" بعد تومي سيمبسون، الذي مات عام 1967 وأحد ثلاثة ماتوا بهذه المسابقة في الـ94 عاما عمر هذه الرياضة.
9- إنها مأساة قد تفاجئ الكل مثلما قد يحدق خطرها بأفضل لاعبي الريجبي في العالم، إيان توكير تعرض لإصابته قاتلة في إحدى المباريات.
كان يلعب لجامعة أوكسفورد سبارنس في تشرين الثاني/نوفمبر عام1996، وقد مات ابن الـ 23 عاما في المستشفى بعد أن مكث فيه يومين في محاولات إنقاذ لم تنفعه لأنها جاءت متأخرة جدا.
والعملية الجراحية لم تسعف لاعب الوسط الأسترالي لأن الموت كان يناديه.
10- يمكن لركلة جزاء ان تضيع حياة إنسان خاصة إذا كان عصبيا، مثل مزي كيري المدرب السابق لمنتخب تنزانيا في كرة القدم الذي سقط مغشيا عليه ولفظ أنفاسه الاخيرة بعدما أضاع أحد لاعبي فريقه (كيه ام كيه ام) ركلة جزاء في مباراة ضمن بطولة الدوري المحلي.
وذكرت صحيفة «دار السلام غارديان» ان الحادث وقع في الدقيقة 25 من مباراة كيه ام كيه ام امام ملانديغي.
كيري درب تنزانيا خلال التصفيات المؤهلة لبطولة الامم الافريقية 1996 قفز من فوق مقعده وقد استشاط غضبا ليوبخ اللاعب الذي سدد ركلة الجزاء خارج المرمى قبل أن يسقط فجأة مغشيا عليه خارج ارض الملعب واستؤنفت المباراة، وفي هذه الاثناء حاول المسئولون اسعافه، لكن دون جدوى، عندها تقرر الغاء اللقاء في الشوط الثاني وأعلنت وفاة المدرب.

قد يعجبك أيضاً



