الأردني عبدالله ذيب لكووورة: لم أتذوق طعم النوم بعد مباراة اليابان.. وشفيع "أنقذني" من غضب الجماهير!

يعتبر عبدالله ذيب أحد أبرز نجوم كرة القدم الأردنية في العصر الحديث، حيث ساهم مع رفاقه اللاعبين في ايصال المنتخب الأردني للدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لأول مرة بتاريخ كرة القدم الأردنية، ليكتب فصلا مشرقا في مسيرته الكروية.

عبدالله ذيب الذي عاش لحظات هي الأصعب في مباراة النشامى واليابان التي جمعتهما مؤخرا في تصفيات المونديال بعدما احتسب حكم اللقاء ضده ضربة جزاء لصالح المنتخب الياباني في وقت قاتل كاد أن يبدد فرحة الأردنيين في الفوز التاريخي الذي تحقق، فتح قلبه لكووورة في حوار حصري .. وتحدث بعفويته المعهودة عن مجريات هذه المباراة العصيبة مثلما كشف عن سر "المكالمة الهاتفية" التي دارت بينه وبين حارس المنتخب الأردني عامر شفيع عقب نهاية المباراة.. وإليكم تفاصيل الحوار:

لمسنا حجم اللحظات العصبية التي عشتها في مباراة الأردن واليابان بعدما تسببت في ضربة جزاء كادت أن تحرم الجماهير الأردنية من الفوز التاريخي على اليابان.. حدثنا عن هذا الموقف؟

بداية الحمد لله الذي أنعم علينا بالفوز التاريخي على منتخب اليابان، فهذه المباراة كانت تشكل لنا مفترق طرق في مشوار تصفيات كأس العالم، حيث قام المدير الفني القدير عدنان حمد بإشراكي في الشوط الثاني والنتيجة تشير إلى تقدم منتخبا بهدفي دون رد، ونزلت في لحظات تتطلب المحافظة على الفوز والوقوف كسد منيع أمام الفورة الهجومية الهائلة لليابانيين.
 الموقف الذي عشته كان الأصعب في حياتي الكروية.. فحكم اللقاء احتسب ضدي ضربة جزاء لصالح اليابان رغم أنني لم ألمس اللاعب وهي ضربة جزاء غير صحيحة وبشهادة الكثير من الحكام المحليين الذين صادفتهم بعد المباراة، لكن هذه هي كرة القدم والحكم لم يتراجع عن قراره.

عبر لنا عن شعورك أثناء تنفيذ ضربة الجزاء؟  

عندما اقترب اللاعب الياباني من تنفيذ ضربة الجزاء تضرعت إلى الله عز وجل بأن ينجح عامر شفيع في التصدي للركلة حتى ينتشلني من غضب جماهيري متوقع وبخاصة أن ضربة الجزاء في حال تنفيذها بنجاح ستمنح منتخب الساموراي التعادل "2-2"، وبفضل الله أولا وعامر شفيع ثانيا ظهر الحق ونجح شفيع الذي اعتبره أفضل حارس في القارة الآسيوية في التصدي لضربة الجزاء.. عندها لم يكن أمامي سوى البكاء بعدما خرجت من موقف لم أكن أحسد عليه.


 بعد تنفيذ ضربة الجزاء لاحت هجمة يابانية خطرة ولمحنا شفيع يعاتبك بشدة.. لماذا؟

المباراة كانت صعبة على لاعبي المنتخب الأردني والعتاب داخل الملعب وارد بين أي لاعب وهذه طبيعة كرة القدم.


 العتاب الشديد لشفيع لك داخل الملعب.. هل أثر على العلاقة فيما بينكما؟  

على العكس تماما، شفيع أخ عزيز على قلبي وأنا أعشقه كأخ وكلاعب مبدع، شفيع بتواضعه وأخلاقه العالية قام في ليلة انتهاء مباراة اليابان بالإتصال معي هاتفيا.. وقال لي بالحرف الواحد:" لم أشاهدك بعد مباراة اليابان واتصلت بك للإطمئنان عليك".. " أخي عبدالله إنسى ما حصل في مباراة اليابان من عتاب.. فنحن خارج الملعب أخوة وأحبة.. والمباراة كانت صعبة على الجميع".هذه الكلمات الطيبة التي صدرت عن شفيع كانت كبلسم شافي لكافة اللحظات التي عشتها .


 وماذا كان موقف الكابتن عدنان حمد بعد المباراة؟  

الكابتن عدنان حمد مدرب رائع.. لمح الحزن الذي يسكن في عيوني بعد المباراة، فنادى عليه وقال لي بالحرف الواحد:" ضربة الجزاء غير صحيحة.. ولا تقلق كثيرا والحمد لله فلقد فزنا والمباراة كانت صعبة بكل تأكيد".كلمات حمد أيضا كانت تعني الكثير وشكلت لي الدافع لتقديم المزيد والمزيد في قادم اللقاءات من أجل منتخب الوطن والجماهير ومن أجل الكابتن عدنان حمد وزملائي اللاعبين.على الجميع أن يعلم بأن علاقة المحبة التي تجمع نجوم المنتخب الأردني هي عامل مهم في الإنتصارات التي تحققت.

رغم الحالة النفسية التي عشتها في مباراة اليابان لكنك أبدعت مع فريقك الوحدات أمام الفيصلي؟  

عندما دخلت مباراة الفيصلي كان هدفي الوحيد هو التسجيل والبحث عن فرحة تنسيني أحزاني بعد مباراة اليابان وتسعد جماهير الوحدات التي أزرتني ورفعت من معنوياتي بعد مباراة اليابان.والحمد لله على كل شيء فقط وفقني الله عز وجل في تسجيل هدفين مهمين في مرمى الفيصلي..وبعد كل هدف كنت أتوجه لشفيع لأثبت بأن العلاقة بيننا "سمن على عسل".. فشفيع أخي ورفيق دربي.

بعد فوز الوحدات على الفيصلي.. كيف ترى حظوظ الفريق في المنافسة على لقب الدوري؟

نحن كفريق الوحدات قدمنا أمام الفيصلي أجمل مباراة في الموسم، ونحن نسعى لتحقيق الإنتصارات فيما تبقى من لقاءات بهدف الإبقاء على حظوظ المنافسة على لقب الدوري، ونتمنى أن يكتب الله لنا ذلك.

وكيف تقيم حضورك مع الوحدات في هذا الموسم؟  

أنا راض عن مستواي كل الرضا .. والآن أتصدر مع زميلي خليل بني عطية صدارة الدوري برصيد عشرة أهداف وهذه الأهداف تحققت بجهد جماعي.. كنت أتمنى أن يوفقني الله في اسعاد جماهير الوحدات بأكثر من لقب ومع ذلك نوعدهم بالأفضل المواسم المقبلة.

هل نفهم بأنك باق مع الوحدات في الموسم المقبل؟  

في حال لم أتلق عرضا احترافيا خارجيا مناسبا فإنني سأبقى مع الوحدات بكل تأكيد فهذا النادي تربيت بين جدارنه وله الفضل الكبير على عبدالله ذيب.

وكيف ترى قيادة أبو زمع لفريق الوحدات؟ 

الكابتن عبدالله أبو زمع مدرب مجتهد.. وكافة لاعبي الفريق يبادلونه الحب ولهذا فإنني أتوقع بأن الوحدات سيظهر معه بصورة مميزة للغاية.كما يحسب لأبو زمع جرأته في اشراك عناصر الشباب حيث ظهر ذلك واضحا عندما زج بالثلاثي الشاب منذر رجا وليث البشتاوي ورجائي عايد في مباراة الفيصلي الجمعة.. وهم لاعبين مميزين أتمنى لهم التوفيق في مشوارهم القادم مع الوحدات، فالوحدات مدرسة في اكتشاف المواهب.



وكيف تقيم حظوظ النشامى في تصفيات المونديال؟

الفوز على اليابان كان مهما فمعنويات اللاعبين ارتفعت كثيرا .. وما دمنا حققنا الفوز على بطل آسيا فإننا نستحق أن نكون في المونديال وسنبذل كل جهد ممكن في سبيل تحقيق الإنتصارات في مباراتي استراليا وسلطنة عمان.