لا أعرف كيف أصف القرار الغريب الذي اتخذه اتحاد الكرة
لا أعرف كيف أصف القرار الغريب الذي اتخذه اتحاد الكرة القطري بحرمان ناديي الغرافة والريان من لاعبيهم الدوليين في مباراتيهما مع الهلال السعودي والجزيرة الإماراتي في الرياض والدوحة ضمن دوري الأبطال. ووجه الاستغراب يكمن في أن الاتحاد رضخ لرغبة أتوري مدرب منتخبنا الوطني وحرم الغرافة في مباراة أمس ألأول مع الهلال من خدمات ثلاثة من أعمدته الأساسية وهم الحارس قاسم برهان وأنس مبارك وإبراهيم الغانم، وكل ذلك بحجة التفرغ لمعسكر الإعداد لمباراة مازال يفصلنا عنها فترة زمنية تبلغ «19» يوماً، وكان من الطبيعي أن يسبب هذا القرار غير المدروس «ارتباكاً» في صفوف الفريق الذي خرج لتوه من نشوة الفوز بأغلى الكؤوس واضطر جهازه الفني للتعامل مع ظرف صعب وغياب قسري للاعبين ما أضطره للاستعانة بلاعبين بدائل هم في طبيعة الحال ليسوا جاهزين لمهمة قارية كبيرة بحجم ملاقاة الهلال السعودي، فكانت النتيجة أن فقد الفريق فرصته وخسر نقاط المباراة وحُرم من بقايا أمل كان يعول عليه للمضي قدماً في طريق التأهل إلى الدور المقبل في البطولة.
وعندما أقول ذلك، فأنا لا أبحث عن «شماعات» جاهزة لتبرير إخفاق الفريق، لكنني وبمنطق الأشياء وجدت في تصرف الاتحاد واستجابته غير المعقولة لطلب أتوري سبباً مباشراً ليس في فقدان هذه الفرصة وإنما في تأكيد الحاجة إلى وجود شروط رادعة تمنع المدرب أي مدرب من التلويح بالاستقالة أو تهديد الاتحاد بين الحين والآخر مستغلاً غياب الحزم في التعامل معه وتركه يلعب على «حبال» القرارات السريعة والإملاءات المرفوضة التي لا يقبل بها أي اتحاد وطني على وجه الأرض.
وأيضاً، كيف يفسر لنا السيد أتوري هذا الإصرار الغريب على استدعاء اللاعبين، ولوائح الفيفا نظمت عقد العلاقة بين اللاعب ومنتخبه الوطني بطريقة تسمح للأخير بدعوة لاعبيه وفق قوانين الفيفا، وهو نفسه كان يبدي تذمره من استدعاء لاعبي الريان – يوم كان مدربا له – للعب مع المنتخب في غير الايام المخصصة من قبل الفيفا . كما انه يعرف قبل غيره عدم وجود أي تضارب في مصلحة منتخبنا ومصلحة الغرافة أو غيره، لأن الجميع – بما فيهم ادارة الغرافة وانا لست متحدثا بأسمها - يضع مصلحة منتخبنا فوق كل اعتبار ولكن في حدود القوانين المتعارف عليها وليس بموجب أهواء ورغبات السيد أتوري.
ومن المفارقات المضحكة , المبكية ان الأتحاد القطري لكرة القدم كان قد خاطب رسميا نظيره الآسيوي لتعديل رزنامة دور ال (16) في دوري الأبطال بعد ان كان محددا له ان يقام يومي 29و30 من الشهر الجاري وتقديمها الى موعد يتيح لمنتخبات آسيا الحصول على فسحة زمنية كافية للراحة قبل الجولة الأولى من تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة الى كأس العالم والتي ستنطلق في الثالث من يونيو المقبل . وقد استند طلب الأتحاد القطري على أساس ان تأهل اي فريق قطري الى الجولة المقبلة يعني المزيد من الإرهاق على لاعبينا .. وبعد ان استجاب الأتحاد الآسيوي لهذا الطلب وقدم موعد انطلاق دور ال (16) , عاد اتحادنا ليقدم على قرار استدعاء لاعبي الغرافة والريان , فلماذا أذن قام بهذا التحرك وأبلغ نظيره القاري بضرورة اجراء التعديل .. وهل انه أراد بذلك ان يقدم خدمة للمنتخبات الأخرى .. شيء مستغرب حقا !
وعندما نوجه اللوم الى الإتحاد القطري ، فذلك لأننا نعرف أيضاً أن إبقاء لاعبي الغرافة والريان في صفوف فريقهم كان ينطوي على مصلحة للكرة القطرية ودعم أملها في مسابقة قارية فقدنا هذا العام معظم ركائزها الأساسية وكان الأمل منصباً على الغرافة وبعده الريان، أما أن يقدم الاتحاد وأتوري معا خدمة مجانية للهلال السعودي من خلال تجريد الغرافة من عناصر مؤثرة وبارزة فيه فهذا أمر خاطئ ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبل مشاركات أنديتنا، ولو كان أتوري مكان سيلاس فهل سيرضى على نفسه أن يتم تجريده من أسلحة هامة قبل مواجهة مصيرية..؟
وأخيرا .. بقي ان أذكر الأتحاد القطري بمواقف كثيرة تدعم كلامي لكنني سأكتفي بحادثتين احداها حصلت في ملاعبنا والأخرى في ملاعب العالم . والأولى تخص محترف الخور العراقي سلام شاكر الذي رفض ناديه السماح له للأنضمام الى صفوف منتخب بلاده الذي يقيم معسكرا تدريبيا في مدينة انطاليا التركية تحضيرا لملاقاة الأردن في بداية مشواره المونديالي حيث شعر الخور بأهمية تواجد اللاعب في مباراة هامة خاضها أمس الأول مع الجهراء الكويتي ونقلته الى الدور نصف النهائي من البطولة الخليجية . أما الموقف الثاني فيخص الأتحاد الألماني وتعامله مع قضية مشاركة مواطنيه مسعود أوزيل وسامي خضيرة مع فريقهما ريال مدريد في المباراة الودية التي خاضها أمام منتخب الكويت أمس والتي حرمتهما من الانضمام لمعسكر المنتخب الألماني بسردينيا بعد ان كان مقررا أن ينضما بعد آخر مباراة لهما بالدوري الأسباني .
وكم أعجبني موقف أوليفر بيرهوف المدير الرياضي للمنتخب الألماني بأعلان قبوله الصريح بقرار الريال وتقبله الجميل له .. فهل وصلت الرسالة ؟
* * * * *
* ليعذرني القراء الأعزاء لأنني لم أتطرق الى الجانب الفني الذي يخص مباراة الغرافة والهلال وتركز حديثي على الجانب الأداري وكان لابد ان أسجل ملاحظة على سيلاس أثرت على الفريق وتسببت في خسارته .
ففي الشوط الثاني أخطا سيلاس في اجراء المعالجة السليمة لتعويض اصابة حامد شامي وذلك عندما نقل فهيد الشمري من مركز ظهير يسار الى قلب دفاع وأحمد فارس من ظهير يمين الى يسار وسحب يوسف رمضان من وسط أيمن الى ظهير أيمن وبذلك قام بتغيير ثلاثة مراكز في الدفاع مما أفقده التفاهم والأنسجام وخلق حالة الأرتباك وكان يمكن زج محمد سيار مكان حامد بدلا مه هذا التغيير الثلاثي . ملاحظة فنية يجب ان تقال لتنبيه سيلاس على خطأ ماكان له ان يحصل .
** نقلاً عن استاد الدوحة