
نظمت البحرين منذ ما يقرب من شهرين دورة الالعاب الخليجية الاولى بنجاح كبير من كافة النواحي التنظيمية والفنية، واستطاعت إحراز المركز الثاني في الترتيب العام، وكان الشيخ احمد بن حمد آل خليفة الامين العام للجنة الأولمبية البحرينية ونائب الرئيس التنفيذي لدورة ألعاب الخليج الاولى أحد أبرز القيادات المشرفة على هذا النجاح.. وقد جاء إلى الدوحة، ليشارك في الاشراف على البعثة ودعم الرياضيين لتحقيق أفضل إنجازات ممكنة ، وكان لنا معه هذا الحوار بعد أن تجولنا معه في بعض الملاعب لمتابعة المسابقات .
بداية ما رايك في المشاركة البحرينية في الدورة حتى الان في ظل إحرازكم عدداً وافراً من الميداليات بداية من اليوم الاول للدورة ؟
- الحمد لله ، مشاركتنا تمضي بشكل جيد كما خططنا لها، في الالعاب الفردية، تحققت العديد من الانجازات بشكل ممتاز، وخاصة في الرماية و في كرة الطاولة والبولينج ، حيث حققنا العديد من الميداليات الذهبية، ولولا الظروف في البداية التي واجهت بعض اللاعبين المتمثلة في المشاكل الصحية التي مروا بها بسبب التسمم الغذائي، لكان بإمكانهم ان يحققوا نتائج افضل، لكن الحمد لله على كل حال، والان مازال امامنا الجولف والشراع و العاب القوى والقدرة.
البحرين تعتبر حتى الان في منتصف الجدول بين العشرة الاوائل ، فما أهدافكم من الدورة؟
- في دورة الالعاب الماضية في مصر، حصلنا على 21 ميدالية متنوعة، وهذا الرقم فاق بكثير عدد الميداليات التي حققناها من قبل، والان كنا نهدف لكسر حاجز ال21 ميدالية، وقد حققنا ذلك ونحن الان على المسار لمزيد من الانجازات ، ،ولا زالت باقي مسابقات العاب القوى وعدة العاب أخرى، والامل كبير جدا في تحقيق إنجاز أكبر من الدورة السابقة.
منتخب البحرين لكرة القدم، حقق مفاجأة بالفوز بثلاثة أهداف على العراق، فما تفسيرك لأسباب هذا التألق ؟
- لا نهاب اي منتخب يواجهنا، ونقول للاعبين دائما ، قدموا ما عندكم ، وأظهروا مستواكم الحقيقي، لأن مستوى الكرة البحرينية مؤهل لأن يكون في طليعة القارة الآسيوية او يتأهل لكاس العالم، أمام المنتخب العراقي ترجمنا الفرص الي اهداف، وقبلها أمام منتخب قطر استطعنا العودة من الخسارة 0-2، إلى التعادل 2-2، وبعد تأهل المنتخب البحريني إلى الدور الثاني، فأنا على ثقة بأننا قادرون على الوصول للمباراة النهائية .
هل تعتقد ان مدرب المنتخب البحريني بيتر تايلور،استطاع تطوير أداء الفريق مع مرور الوقت ووصل إلى مرحلة انسجام اللاعبين؟
- الكرة البحرينية كان لابد أن تمر بفترة تجديد، وانتظرنا فترات طويلة، وتايلور جاء بعد خروجنا من تصفيات كأس العالم وانتهاء كأس اسيا، فكان هناك وقت كافي لتغيير المدرب. تايلور أخذ على عاتقه مسئولية الفريق، واستطاع ان يزج بوجوه جديدة لأول مرة، والان مطلوب انسجام اكثر، حتى يمكن ان نطمئن على مستقبل المنتخب الوطني في الفترة القادمة.
ما انطباعك عن الافتتاح وتنظيم الدورة حتى الان ؟
المؤثرات والاخراج في حفل الافتتاح كان على مستوى رائع، ولكن القصة الرئيسية الخاصة بحكاية العرب وتاريخهم ، لي عليها ملاحظة، فليست هذه هي حكايتهم، فهناك أمور اكثر، وتاريخنا ملئ بالحكايات المشرفة.. وبالطبع أوجه رسالة شكر لدولة قطر قيادة وشعبا وحكومة، وأشكر جميع فرق العمل الموجودة في اللجنة المنظمة وبشكل خاص الاجهزة الطبية على الجهود التي قدموها للضيوف ونحن منهم .
وماذا عن التنظيم خاصة وأن لكم تجربة سابقة قريبة في دورة العاب الخليج ؟
- بشكل عام قطر لديها خبرة كبيرة في التنظيم، والكل توقع نجاحها الكبير، وأيضا بالنسبة للإقامة والمواصلات والاستقبال، كلها أمور ممتازة، ولكن بالنسبة للأمور الفنية هناك العديد من الملاحظات ، ويجب أن نسلط الضوء على علاقة اتحاد اللجان الاولمبية العربية مع البلد المنظم وكذلك دور الاتحادات العربية لكل لعبة في تسيير المسابقات، وقد لاحظنا ان هناك خللا في هذه المنظومة، لأن كثيرا من الاتحادات العربية للالعاب المختلفة لم يكن لها دور مباشر في ادارة مسابقة لعبتها ،حتى مسألة التواصل معاهم لم تكن منتظمة، الدورة تدار مسابقاتها من اللجنة المنظمة المحلية في ظل تغييب لاتحاد اللجان الاولمبية العربية وكذلك تغييب للاتحادات العربية لكافة الالعاب، وهذه المسئولية تتحملها الأمانة العامة في اتحاد اللجان الاولمبية العربية، لانها الجهة المسئولة، ولا تقع المسئولية على اللجنة المنظمة المحلية، لان إدارة المسابقات والإشراف عليها أمور فنية بحتة.
علمنا بوجود أعضاء في اللجان الفنية للمسابقات ،يمثلون الاتحادات الدولية للعبات المختلفة .. ما رأيك؟
- هذا تدخل وأمر غير مقبول، يمكنك استدعائهم للتعزيز كمراقبين، ويجب ان نعطي الفرصة للاتحادات العربية ، لكي تقوم بعملها، ونحن كما حدث في دورة الالعاب الخليجية الاولى بالبحرين، كانت مسئولية اللجنة المنظمة المحلية من خارج الملاعب، أما الامور الفنية وإدارة المسابقات، فكانت للاتحادات واللجان الخليجية للالعاب، وأتساءل لماذا لم تسند الادارة الفنية للمسابقات للاتحادات العربية، وهذا استفسار يوجه لاتحاد اللجان.
كلامك يعني ان الاتحادات العربية وجدت نفسها مغيبة .. فهل تعتقد أن هذه السلبية تتحملها هذه الاتحادات التي لم تمارس أدوارها ومسئولياتها ؟
- نعم الاعتراضات كانت خافتة من الاتحادات ، وبكل أمانة أقول أنه مثلما نسعى لإنجاح اي حدث عربي او منظومة نحن جزء منها، يجب ان نتكلم عن الامور السلبية والاخطاء التي يجب ان يتم تلافيها في دورة الالعاب القادمة بلبنان.
وما دور اتحاد اللجان الاولمبية العربية ؟
- للاسف في اجتماع الجمعية العمومية، لوحظ جانب واحد فقط جري الاهتمام به وهو جانب البروتوكول، واعتقد ان البعض رفع ملاحظة لاتحاد اللجان العربية عن كيفية التعامل في يوم الافتتاح مع كبار الضيوف، ورفع اتحاد اللجان من خلال المكتب التنفيذي توصية بإلزام البلد المنظم بإتباع تعليمات البرتوكول في دليل التنظيم لاتحاد اللجان، ولماذا ركزنا على البروتوكول والاداريين فقط ، بينما الاهم هو إدارة المسابقات هي الاهم، ونحن مساندين وكان يجب ان يتم التشديد على الامور الفنية، واعطاء المساحة المطلوبة للتدريب وعلى الملاعب التي تقام بها المسابقات ، وليس التركيز على الامور التنظيمية، نجاح البطولات لا يقاس فقط من نواحي الاكل والسكن، ولكن يقاس من النواحي الفنية، بجودة مستوى المنافسات وارتفاع الاداء وتحطيم الارقام ، ويجب ان نهيئ الظروف المناسبة للفرق واللاعبين . وكان يجب على اتحاد اللجان ان يشدد على قيامه بدوره في الادارة والاشراف الفني والزام اللجنة المنظمة بذلك ،لأن العملية عملية شراكة لتحقيق هدف، وليس أن يعتمد اتحاد اللجان على البلد المنظم ويتخلى لها عن مسئولياته ، بل له دوره الإشرافي والرقابي كما يحدث في المجلس الاولمبي الآسيوي ، وكما لاحظت فهي من اسباب نجاح الدورات الآسيوية، كان ينبغي ان يشعر اتحاد اللجان بمسئولياته ويقوم بدوره كمراقب وكصاحب دورة، ويجب ان يطبق قوانينها بصرامة.
وما رأيكم بالنسبة لمشكلة رفع الاثقال ومطالبة أغلب الدول عودة نظام الميداليات الثلاث لكل وزن؟
- يجب ان يفتح الباب لسماع الاراء، والا تكون القرارت في النهاية مصيرها الأدراج، نحن ننتقد لتصحيح المسار في الدورات المقبلة.
في نهاية حوارنا ما انطباعك الاخير؟
الهدف من دورة الالعاب العربية ان تكون المحك الحقيقي للاعب العربي في مختلف الرياضات وأعني عالم الاحتراف الذي نحن بعيدين عنه بشكل كبير لما نقارن ظروفنا على المستوى القاري في آسيا مثلا ، نجد اننا مختلفين ، وتجد بلدان شرق آسيا يحصدون العديد من الميداليات مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، ولذلك يجب ان نفكر عند إقامة الدورة العربية ان تكون منصة لرفع مستوانا للحاق بالركب القاري والعالمي ، بالاضافة للاهداف الاخرى كزيادة الروابط الاخوية والاجتماعية.



