خرج المنتخب الوطني العماني من غرفة الإنعاش الكروية.. بعد أن
خرج المنتخب الوطني العماني من غرفة الإنعاش الكروية.. بعد أن كان قد فقد الكثيرون الأمل في أن يحظى المنتخب بفرصة للمنافسة على التأهل الى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.. بل كان يعتبر الكثيرون بأن الزمن الجميل للكرة العمانية قد بدأ يتلاشى بل إنتهى مع أول أخر إنجاز تحقق في خليجي 19 بمسقط في يناير 2009..!!
والمسافة مابين خليجي 19 .. وأول فوز تاريخي للكرة العمانية على الكرة الإسترالية.. كان طويلا لدرجة بأننا فقدنا الأمل في أن نرى منتخبنا من جديد جميلا وأنيقا كما كان.. بل كنا في ريب من أمرنا بأن نبقى لسنوات عجاف بدون أن نستنشق هواء كرويا عليلا.. بعد النتائج السوداوية التي مرت بها الكرة العمانية وخاصة بعد خليجي 20 باليمن.. فلم نطل بلح الشام ولاعنب اليمن..ولولا الفوز المفاجئ الذي حققه المنتخب العماني لكنا دخلنا في الموت الكلينيكي في تصفيات كأس العالم الحالية..!
أتمنى بأن يكون الفوز العماني على الكنغر الأسترالي أن تكون بداية للإستفاقة من غفوة طويلة.. وأن تكون الإنطلاقة الجديدة للمنتخب الذي طالما حلمت به الجماهير التي لقبت في خليجي 19 بالموج الأحمر.. وأتمنى بأن يحول الفوز الساحر هذا المنتخب الذي شاخ الى منتخب قويا وفتيا يستطيع أن يصارع الأمواج العاتية القادمة..فالفوز في كل الأحوال يملك قوة دفع أكبر من الخسائر والهزائم التي كادت أن تتلبسنا في ثوب أسود حزين طوال السنوات الماضية.. فبعد أن كنا أبطال الخليج أصبحنا نترحم على نجوم الخليج.. إلا أن هذا الفوز أعاد الكثير من كبيرياء كرتنا العمانية..
بل وأعاد الكثير من القوة الخفية التي يملكها الأحمر والتي كادت أن تتلاشى بسبب النتائج المتواضعة في كأس آسيا ومن ثم كأس الخليج.. وتبعتها النتائج في تصفيات كأس العالم.
وبالرغم من أن الحسابات مازالت صعبة.. بعد أن خسر منتخبنا (8 نقاط) من النزال السابق مع منتخبات أستراليا وتايلاند والسعودية.. وبعد صيام طويل عن التهديف عاد العمدة ليقول لجماهيره مازلت هنا.. ووضع هدفه التاريخي الذي لن ينسى مثل الرقم الأسيوي لعداءنا المالكي الذي مازال محفورا في ذاكرة البطولات القارية رغم تنحي الأخير عن المضمار. وهكذا هو هدف عماد الحوسني سيبقى في ذاكرة الكرة الأسيوية والعمانية على حد سواء كما هو هدف بدر الميني الذي كان أول هدف سجل في مرمى المنتخب الأسترالي بعد إنظمامها للقارة الأسيوية.
ومن المفارقات العجيبة.. بان المواجهة القادمة (العمانية السعودية) ستكون حاسمة وساخنة الى درجة الغليان.. فهي الموقعة التي ستحدد بشكل كبير المنتخب الذي سيتأهل للدور الثاني.. للأسف بان الزمن إختار منتخبين خليجيين.. إلا إذا جرت الرياح بما نشتهي في الحسابات المتبقية من عمر التصفيات.. وسنظل جميعا نترقب هذه المواجهة الخليجية الصعبة.. وسلملي على خفافيش الظلام..!!